قائد «الجانرز» من ماربيلا: صنعنا التاريخ.. وتفاصيل صغيرة أضاعت اللقب
لم يطلق فريق أرسنال الإنجليزي الأول لكرة القدم رسميًّا تحضيراته لما قبل الموسم الجديد، لكنَّ عددًا من اللاعبين تجمَّعوا في ماربيلا الإسبانية من أجل شحذ الهمم بانتظار شارة البداية لتحدٍّ جديدٍ في الدوري الممتاز.
وأوضح موقع «The Athletic»، الإثنين، أن النرويجي مارتن أوديجارد، قائد «الجانرز»، واحدٌ من أولئك اللاعبين في ماربيلا. وبعد هذا التجمُّع الصغير، سيبدأ أرسنال تحضيراته بجولةٍ في الولايات المتحدة الأمريكية، الشهر الجاري، وتتضمَّن مباراتين أمام مانشستر يونايتد، وليفربول، غريميه المحليين.
«أنا حقًّا متحمسٌ.. من الرائع دومًا الذهاب إلى الولايات المتحدة الأمريكية فالدعم الذي نجده هناك رائعٌ، والسفر في حد ذاته ومقابلة مختلف الأشخاص تجربةٌ عظيمةٌ». هذا ما قاله أوديجارد لـ «The Athletic».
ولا يساور اللاعب، البالغ من العمر 25 عامًا، أي شكٍّ في العمل الشاق الذي ينتظرهم من أجل التحدي على لقبٍ، كان قريبًا منهم الموسم الماضي، ووصفه قائلًا: «كان موسمًا رائعًا.. صنعنا التاريخ، ويجب أن نفخر بذلك.. جميعنا شعر بالإحباط وخيبة الأمل لأننا كنا قريبين جدًّا من اللقب، لكنها كرة القدم. إنها بعض الهوامش الصغيرة».
وأضاف: «من السهل النظر إلى مباراةٍ واحدةٍ، لكن يجب أن تنظر إلى كل الموسم.. لم تكن لدينا عقلية استمرارية الفوز.. يجب أن نكتسبها.. في إمكاننا التطور، وهذا ما نعمل عليه.. إنها بعض التفاصيل الصغيرة، وكيف نتعامل مع موسمٍ طويلٍ.. كنا قريبين، لكن سنعود أقوى».
وكان الموسم الماضي، السباق الثاني لأرسنال على لقب الدوري مع مانشستر سيتي، بعد موسم 2022ـ2023 الذي حلَّ ثانيًا خلفه بفارق خمس نقاط، أمَّا الموسم الفائت، فكان السباق حتى الجولة الأخيرة، ووصل الفارق إلى نقطتين.
وعلى الرغم من تفويتهم اللقب إلا أن تطورهم، تمثَّل في كيفية التعامل مع المباريات، ففرقة المدرب الإسباني ميكيل أرتيتا، فازت 16 مرةً في المباريات الـ 18 الأخيرة بالدوري، مسجلةً رقمًا قياسيًّا للنادي والدوري. هذا الأمر يمنح أوديجارد الثقة في قدرتهم على مقارعة سيتي موسمًا آخر.
ويقولُ لاعب الوسط لـ «The Athletic»: «لدينا حلمٌ كبيرٌ.. كان لدينا حتى اليوم الأخير، وكان عندي حقًّا إحساسٌ بأن شيئًا مميَّزًا سيحصل، لكن بعد نهاية المباراة، ساد شعورٌ بالإحباط من أنك كنت قريبًا، وترى اللقب هناك، ومع ذلك من المهم أن تفكر في كل الأشياء الجيدة».
وأضاف: «أنت تتعلَّم كل يومٍ شيئًا جديدًا، خاصَّةً عندما تكون قريبًا من مبتغاك.. تراه، وتشعر به، وتتذوَّقه، وهو أمامك حتى اليوم الأخير.. إنه يمنحنا التحفيز الذي نحتاج إليه للعودة أقوى، والفوز باللقب.. إنه هدفنا الأكبر. إذا قارنت الموسم الماضي بما قبله، فسترى قوةً أكبر، خاصَّةً في نهايات الموسم.. بدونا أكثر نضجًا، وأكثر ثقةً.. كنا مترابطين جدًّا.. الحديث في نهاية الموسم كان عاطفيًّا، لكنها تجربةٌ، يجب أن نتشاركها مع جماهيرنا».
وعلى الصعيد الفردي، كان أداء أوديجارد متواصلًا بشكلٍ رائعٍ منذ ديسمبر حيث أنهى الموسم بـ 11 هدفًا، ومثلها من التمريرات الحاسمة في كل المسابقات، لكنَّ إسهاماته فاقت هذا الحد، فمن منظور الأرقام، صُنِّف صانعَ الألعاب الأول في الدوري الممتاز في خلق الفرص من اللعب المفتوح «88»، والفرص المتوقعة «11.1»، وخلق الفرص للتسديد «220»، والتمريرات البينية «39». كذلك بوصفه قائدًا، استطاع ضبط الإيقاع.
وذكَّرت طريقة لعبه باقتباسٍ من مقابلةٍ، أجراها عام 2023 مع موقع «The Players' Tribune»، حيث قال: «عليك ألَّا تهتم. عليك أن تُظهر حقيقتك على أرض الملعب». وقد بدا وكأنه في حالة انسيابٍ، ما أثَّر في زملائه بالفريق. وعندما سُئل عن هذه العقلية، وكيفية غرسها في الآخرين، أوضح: «من المهم ألَّا تفكر كثيرًا عندما تلعب كرة القدم.. بالطبع عليك أن تفكر في كل الأمور التكتيكية، وما تفعله في الملعب، لكنْ هناك كثيرٌ من الأمور الغريزية على أرضيته أيضًا».
وأضاف: «من المهم أن تلعب بحريةٍ وسلاسةٍ.. يكون الأمر أسهل أيضًا عندما تلعب ضمن منظومةٍ ناجحةٍ.. نحن مدرَّبون جيدًا وكل واحدٍ منا يعرف النظام لدرجة أننا نعرف ما يجب علينا فعله في المواقف المختلفة، من ثم يكون من السهل على اللاعبين التألق بشكلٍ فردي.. العقلية مهمةٌ عندما تلعب، لذا أحاول التأثير في الآخرين، والتأكد من أن الجميع يشعر بالارتياح». هذا النوع من التأثير ربما ليس من السهل رؤيته، لكنه بالتأكيد موجودٌ.
وأوديجارد، هو أيضًا قائد المنتخب النرويجي، وسيبدأ موسمه الثالث مرتديًا شارة القيادة في أرسنال، وجاء التوقيع معه عندما كان في الـ 22 من عمره، وكان جزءًا من أكبر التحولات باستراتيجية التعاقدات في أرسنال أخيرًا.
وكان أوديجارد واحدًا من ستة لاعبين جميعهم تحت سن 23 عامًا، تعاقد معهم أرسنال في 2021 بهدف النمو معًا بوصفه جزءًا من فريقٍ شابٍّ، وبعد مرور عامٍ، مُنح شارة القيادة، وعقب عامين، أصبحت مسؤولياته مختلفة تمامًا عما كانت عليه في بداية وصوله، ويبدو أنه يستمتع بذلك.
عن ذلك يقول أوديجارد: «مع التقدُّم في السن، تشعر وكأن لديك مزيدًا من الخبرة.. تشعر وكأنك أكثر جاهزيةً. هناك كثيرٌ من اللاعبين الشباب في الفريق، ولأكون صريحًا، أنا أحد اللاعبين الأكبر سنًّا، ولا بأس في ذلك فمع مرور الأعوام، تشعر بمسؤوليةٍ أكبر، وتشعر وكأنك وصلت إلى ذروتك».
وفي الموسم الماضي، أدَّى التحوُّل في ديناميكيات خط الوسط إلى بدايةٍ بطيئةٍ، لكنْ إجازة منتصف الموسم، كانت بمنزلة فرصةٍ لإيجاد الاتساق المطلوب.
وحول الأمر، يشرح أوديجارد: «إنها فرصةٌ جيدةٌ للحصول على ميزاتٍ.. أنت في حاجةٍ إلى استراحةٍ، لكنها أيضًا فرصةٌ جيدةٌ للعمل على أشياءَ، لا يمكنك العمل عليها عادةً. لديك مزيدٌ من الوقت للتعافي والتحسُّن.. في العادة يستغرق الأمر بعض الوقت حتى يتأقلم اللاعبون الجدد، لكنَّ المنضمين الموسم الماضي، فعلوا ذلك بشكلٍ جيدٍ منذ البداية.. تواصلنا أكثر طوال الموسم، وهذا الموسم ستكون الأمور أفضل، لأننا نعرف بعضنا أكثر».
وتبدأ جولة أرسنال التحضيرية للموسم الجديد في الولايات المتحدة، للموسم الثالث تواليًا، ويواجه خلالها ثلاثة فرقٍ من الدوري الإنجليزي الممتاز، وستكون البداية أمام بورنموث، 24 يوليو، على ملعب ديجنيتي هيلث سبورتس بارك في لوس أنجليس.
وسيبقى الفريق في هذه المدينة لمواجهة مانشستر يونايتد على ملعب سوفي، 27 يوليو، ثم يسافر إلى فيلادلفيا لملاقاة ليفربول على ملعب لينكولن فاينانشيال فيلد، 31 يوليو.
وسيكتمل الموسم التحضيري للفريق بمبارياتٍ تجريبيةٍ على ملعب الإمارات في لندن ضد باير ليفركوزن الألماني، وليون الفرنسي، 7 و11 أغسطس تواليًا.