لم تتجاوز أحلام البرازيلي رافاييل كلاوس، حكم نهائي بطولة كوبا أمريكا لكرة القدم، بين منتخبي الأرجنتين وكولومبيا، فجر الإثنين، حدود مدينته الصغيرة سانتا بربارا أويستي، الواقعة في ساو باولو، إلا أن الأقدار رسمت له طريقًا نحو العالمية، ليصبح أحد أشهر قضاة ملاعب كرة القدم في عالم المستديرة.
كلاوس، البالغ من العمر 44 عامًا، المتزوج من كارولينا زامبيني، اختصاصية العلاج الطبيعي، ولديهما ثلاثة أطفال، مارس كرة القدم في شوارع مدينته كغيره من الصغار، الذين تداعب الأحلام مخيلاتهم بالنجومية والشهرة في المستطيل الأخضر، إلا أنه اختار أن يكون سيد الملاعب مدفوعًا بقوة شخصيته وثقته بنفسه، وهي من أكثر الصفات التي تصنع حكمًا ناجحًا.
وبعد أن نال الدورات الحتمية في مجال التحكيم، كانت انطلاقة كلاوس مع الصافرة في مايو 2012، لكنه صعد سريعًا، وبعد نحو ستة أشهر، إلى دوري الدرجة الأولى، حيث تتنافس أقوى الفرق البرازيلية ذات الصيت العالمي، وهو ما ساعده على نيل شارة الاتحاد الدولي «فيفا» بعد ثلاثة أعوام فقط، ليشق طريقه نحو العالمية من البطولات، ومن أبرزها مونديال 2022، وكوبا أمريكا في ثلاث نسخ، بجانب كأس العالم تحت 19 عامًا، وغيرها، إضافة إلى اختياره لإدارة مباريات في دوريات خارج البرازيل، ومنها دوري روشن السعودي، وتحديدًا مواجهة الهلال والاتحاد لحساب الجولة 12، في 8 مارس 2022.
لكن تعيين كلاوس حكمًا لنهائي كوبا 2024 لم يمر مرور الكرام، إذ تصدر عناوين الأخبار في الأرجنتين، التي تعد البرازيل منافستها اللدودة في عالم كرة القدم، وأن تعيين حكم برازيلي لإدارة المباراة قد يفسد عليهم فرصة الانفراد بالرقم القياسي باللقب الـ 16، وكسر التعادل مع الأوروجواي.
وستكون هذه المباراة هي الثانية، التي يديرها الحكم بين المنتخبين، إذ سبق له أن أشرف على مواجهتهما في فبراير 2022، ضمن تصفيات كأس العالم في قطر، التي انتهت لمصلحة الأرجنتين بهدف نظيف.
إجمالًا أدار كلاوس 495 مباراة في كل المنافسات، أشهر خلالها 2095 بطاقة صفراء، و46 بطاقة صفراء ثانية، و69 بطاقة حمراء، واحتسب 132 ركلة جزاء.