|


رودري.. برج المراقبة الإسباني في النهائي

رودريجو هيرنانديز، المعروف بـ «رودري» نجم منتخب إسبانيا الأول لكرة القدم (الفرنسية)
برلين ـ الفرنسية 2024.07.13 | 05:38 pm

يعوّل منتخب إسبانيا الأول لكرة القدم على السجل الرائع لرودريجو هيرنانديز، المعروف بـ «رودري» مايسترو خط وسطها، وبرج المراقبة في آخر عامين، للتفوّق على إنجلترا في نهائي كأس أوروبا 2024 في برلين، الأحد.
فمنذ خسارة «لا روخا» آخر مباراة رسمية أمام إسكتلندا، مارس 2023، خاض رودري 79 مباراة مع ناديه مانشستر سيتي، بطل إنجلترا، ومنتخب بلاده، وتذوّق الهزيمة مرّة واحدة فقط عندما تغلّب مانشستر يونايتد على سيتي في نهائي كأس إنجلترا، مايو الماضي.
خلال هذه الفترة، فاز لاعب الارتكاز، البالغ 28 عامًا، بلقبين في الدوري الإنجليزي، واحد بدوري أبطال أوروبا، ومرّة واحدة في كأس إنجلترا، إضافة إلى إحرازه كأس السوبر الأوروبية، وكأس العالم للأندية، وقيادة بلاده إلى التتويج بدوري الأمم الأوروبية.
يقول بيب جوارديولا، مدرّب رودري في مانشستر سيتي، الذي أشرف على مجموعة من أفضل لاعبي خط الوسط على الإطلاق: «في مركزه إنه الأفضل، يمكنه فعل كل شيء. الجودة، ويقرأ المباراة، وعقليته، إنه مستعد دائمًا».
وتابع الإشادة باللاعب الفارع الطول «1.90 م»: «إنه جيّد جدًا في أشياء كثيرة، الحضور، والبنية الجسدية، إنه لاعب كامل».
وقدّمت إسبانيا أفضل العروض في البطولة القارية الحالية، وهي المنتخب الوحيد، الذي فاز بجميع مبارياته الست في طريقه إلى النهائي.
وتألّق فيه بشكل خاص الجناحان الرائعان لامين يامال، ونيكو وليامس، وشكّلا خطرًا كبيرًا على دفاعات المنتخبات المنافسة، افتقده حتى الجيل الذهبي لإسبانيا، الذي فاز بثلاثة ألقاب كبيرة تواليًا بين عامي 2008 و2012 «كأس أوروبا مرتين، وكأس العالم».
يشكّل فابيان رويس، وبيدري، قبل إصابته أمام ألمانيا، وداني أولمو، إضافة كبيرة في خط الوسط، وحتى القائد ألفارو موراتا، الذي تعرّض للانتقادات الشديدة، بات عنصرًا مفضّلًا لدى مدرّبه لويس دي لا فوينتي.
ومع ذلك، فإن أهمية رودري، ملهمًا لهذا الفريق الإسباني، تجلّت في الدور ثمن النهائي ضد جورجيا «4ـ1».
فبعد تخلّف إسبانيا بهدف مفاجئ خلافًا لمجريات اللعب، سجّله مدافعها روبان لو نورمان خطأ في مرماه، بدأت إسبانيا تشعر بالارتباك بسبب عدم الاستفادة من هيمنتها على الكرة والفرص الضائعة، وبعد مرور نصف ساعة مباشرة، استحوذ رودري على الكرة، وتوقف وأصدر تعليمات لزملائه بالهدوء. وعقب لحظات، أطلق تسديدة زاحفة من مشارف منطقة الجزاء في الزاوية البعيدة، ليسجّل هدف التعادل، ويضع فريقه على الطريق الصحيح، لتحقيق فوز صريح 4ـ1.
وقال رودري عن رسالته لطمأنة الفريق: «في بعض الأحيان تكون 20 أو 30 ثانية من القول للناس اهدؤوا، أكثر إنتاجية من الهجوم».
وقد يرتدي موراتا شارة القائد، لكن رودري تطوّر ليصبح قائد الجيل الجديد في إسبانيا، الحريص على كتابة تاريخ جديد لمنتخب بلاده بعد إنجازه الجيل الذهبي بين عامي 2008 و2012.
يقول الألماني إيلكاي جوندوغان، زميله السابق في مانشستر سيتي: «أتذكّر عندما وصل إلى مانشستر سيتي. بعد التدريب كان يمضي أحيانًا نصف ساعة مع بيب. تعلّم ببساطة كيف يتقن عمله».
وأشاد به مدربه لويس دي لا فوينتي بقوله: «لدينا رودري، وهو جهاز كمبيوتر مثالي». أضاف: «هو يدير كل شيء، كل المشاعر، كل اللحظات بطريقة رائعة، وهذه مساعدة كبيرة للجميع».
على الرغم من كونه أحد أبرز اللاعبين في العالم بمركزه على مدى مواسم عدة، فهو يخوض أوّل بطولة كبرى في مركز اللاعب رقم 6.
ففي مونديال قطر 2022، استعان به لويس إنريكي، المدرب السابق، بمركز قلب الدفاع، في ظلّ وجود سيرجيو بوسكيتس.
بعد اعتزال الأخير دوليًا، يريد الجيل الحالي، بقيادة رودري، كتابة التاريخ، ليصبح أفراده أبطالًا قوميين.
رودري، لاعب أتلتيكو مدريد السابق، سجل أيضًا أهدافًا مهمة، على غرار الهدف الوحيد في نهائي دوري أبطال أوروبا ضد إنتر الإيطالي عام 2023.
أما مواطنه مارك فيفيان فيقول: «أعتقد أن رودري دون شك أفضل لاعب في العالم، لكنه لا يستفيد من حملات التسويق، التي يتمتع بها لاعبون آخرون. كان يجب أن يحرز الكرة الذهبية بعد إحرازه دوري الأبطال وتسجيل هدف النهائي».
أما الآن، فيسعى رودري إلى تحقيق باكورة ألقابه الكبرى، لكن عليه أوّلًا تخطي أسود إنجلترا الثلاثة في برلين.