|


أوينز.. بدوي هز الألعاب مرتين.. وأصبح بطلا من كوكب آخر

العداء الأمريكي جيسي أوينز (الفرنسية)
نيقوسيا ـ الفرنسية 2024.07.17 | 02:48 pm

هزّ العداء الأمريكي جيسي أوينز حلبات أم الألعاب «ألعاب القوى» مرّتين، الأولى عندما حطّم وعادل ستة أرقام قياسية في مدى 45 دقيقة، والثانية عندما أحرز أربع ميداليات ذهبية في الألعاب الأولمبية، التي استضافتها برلين عام 1936.
وسطّر أوينز، المولود في 12 سبتمبر 1913 في دانفيل «الاباما»، اسمه بأحرف من ذهب في سجل ألعاب القوى العالمية، في وقت لم تكن فيه وسائل الإعلام المكتوبة والمسموعة والمرئية تملك القوة والسرعة، كما هي الحال في عصرنا هذا.
في 25 مايو 1935، في إن أربور «ولاية ميشيجان»، نجح أوينز «1.79 م و73 كلج» بتحطيم ومعادلة ستة أرقام قياسية في 45 دقيقة. ففي تمام الـ 15:15 عادل الرقم العالمي لمسافة 100 ياردة مسجلًا 9.4 ثوان، وفي الـ 15:25 حطّم الرقم القياسي في الوثب الطويل في محاولته الأولى مسجّلًا 8.13 م، الذي صمد ربع قرن حتى 1960. وفي الـ 15:34 حطم الرقمين القياسيين العالميين لمسافتي 220 ياردة و200 م على التوالي في زمن 20.3 ثانية، وفي الـ 16:00 قطع مسافتي 220 ياردة حواجز و200 م حواجز في 22.6 ثانية.
وبعد 15 شهرًا من إنجازه التاريخي، أبهر أوينز العالم في الألعاب الأولمبية في برلين، عندما أحرز أربع ميداليات ذهبية لبلاده الولايات المتحدة. الأولى في سباق 100 م عندما سجّل 10.3 ثوان «10.2 ث في التصفيات»، والثانية في سباق 200 م «20.7 ث»، والثالثة في الوثب الطويل «8.06 م» متقدّمًا على البطل الألماني لوتس لونج، والرابعة مع منتخب بلاده في سباق التتابع 4 مرات 100 م «39.8 ثانية».
كان أوينز الابن العاشر لعائلة بدوية، لم يكن لها أي موطن، واستقر والداه في كليفلاند في العشرينيات، وكان لمؤهلاته البدينة الأثر الكبير في دخوله جامعة أوهايو.
وانشغل أوينز، صاحب القلب الكبير، بمشاكل السود، الأمر الذي دفع الرئيس الأمريكي دوايت أيزنهاور إلى تسميته «السفير المتجوّل للولايات المتحدة في بلدان العالم الثالث».
ومن المواقف البارزة لأوينز معارضته مقاطعة أولمبياد موسكو 1980 وقال: «إننا مخطئون بمقاطعة الألعاب، لا يجب معاقبة العدائين بأخطاء رجال السياسة».
وتوفّي أوينز بسبب إصابته بمرض سرطان الرئة، وذلك بمستشفى جامعة أريزونا في توسكون، 31 مارس 1980، وعمره 66 عامًا.
وفي شيكاغو، حيث نُكّست الأعلام، أعلن روبرت كان، رئيس اللجنة الأولمبية الأمريكية: «لقد كان أوينز أعظم بطل أولمبي».
وعام 1984 في برلين، دشّنت أرملة أوينز بحضور الإسباني خوان أنتونيو سامارانش، رئيس اللجنة الأولمبية الدولية السابق، «ممرّ جيسي أوينز» بالقرب من ملعب برلين، حيث حقق زوجها الراحل إنجازه التاريخي.