|


بعد فشل صفقة يورو.. قوة جديدة تهدد الريال

ليني يورو مدافع مانشستر يونايتد الجديد يوقع على أحد الأحذية خلال جلسة تصوير في ثاني أيامه في النادي الإنجليزي (المركز الإعلامي ـ مانشستر يونايتد)
نيويورك ـ ذا أتلتيك 2024.07.20 | 12:02 am

قبل تحليل تأثير خسارة نادي ريال مدريد الإسباني لصفقة المدافع الفرنسي ليني يورو لصالح مانشستر يونايتد الإنجليزي، يجب علينا أن نؤكد على شيء.. هذا النوع من الأمور ليس معتادًا، بل بالعكس تمامًا في الحقيقة.
في الأعوام الجارية عرف ريال مدريد بقدرته على جلب أفضل اللاعبين الشبان في العالم، أمثال الفرنسيين إدواردو كامافينجا وأوريلين تشاوميني والإنجليزي جود بيلينجهام والبرازيلي أندريك.
ونقلت شبكة «The Athletic»، الجمعة، عن مصدر مطلع في النادي الإسباني، طلب عدم الإفصاح عن اسمه، القول إن أولئك اللاعبين، وآخرهم الفرنسي كيليان مبابي لديهم قاسم مشترك واحد: لقد قدَّموا تضحيات من أجل اللعب لريال مدريد.
وأضاف المصدر: «في العادة يبدأ النادي في إقناع اللاعب بالمشروع الرياضي والامتيازات المالية. في تلك المرحلة من المهم الشرح للاعب بأنه من المحتمل جدًّا أن يتلقى عروضًا أعلى من أندية أخرى، لكن أهمية المشروع وتأثيره التجاري باللعب لنادٍ بحجم الريال أمر فريد. وهذا الأمر يدعم بشرح أمثلة لكرة القدم والتطورات التجارية التي استفاد منها لاعبوه».
الأمر الثاني، يضيف المصدر، هو الطلب من اللاعب التوضيح بصورة جلية لناديه بأنه ليس مستعدًا للذهاب لنادٍ غير الريال، ورفض الدخول في أي مفاوضات مع آخرين، ناهيك الحصول على عروض منهم. كل هذا يقود النادي البائع إلى طريق مسدود بحيث يجب عليه أن يكون عليه أكثر منطقية بالنسبة للسعر الذي يطلبه.
باختصار يعد الريال أن هذا الأمر يمنح اللاعب فرصة للانضمام إلى النادي بشروط ميسرة وأن الباقي عليهم. لكن إذا كانت هذه هي توليفة النجاح المجربة، فما الذي حدث هذه المرة؟.
حسنًا.. يجب أن نضع في اعتبارنا أن الريال وقَّع للتو مع كيليان مبابي، الذي قاتل النادي من أجله لأعوام، وقريبًا سيتم تقديم إندريك، الموهبة الصاعدة والمرشح ليكون أحد نجوم البرازيل الكبار. وبينما تم تأمين مستقبل خط الهجوم، يدرك النادي أن الخطوة التالية هي جلب قلب دفاع وكان خياره الوحيد المطروح على الطاولة هو ليني يورو.
وكانت خطة النادي الأولية هي التعاقد مع يورو عام 2025، لكن الإصابات الجسيمة في الركبة التي لحقت بالبرازيلي إيدر ميلتاو «أغسطس 2023» والنمساوي دافيد ألبا «ديسمبر 2023»، إضافة إلى رحيل ناتشو فيرنانديز، بعد رفضه تمديد عقده، دفعت إلى تسريع العملية.
الريال سخَّر كل جهوده لإنجاز العملية، وحتى بداية الأسبوع الجاري كان هناك تفاؤل بإمكانية إبرام الصفقة، وذلك لأن اللاعب «18 عامًا»، ومنذ فترة بعيدة يعد ريال مدريد وجهته المفضلة، وأوضح ذلك لكل الأطراف ما فيهم الأندية الأخرى التي تريده.
ووفقًا لمصدر مطلع على تفاصيل الصفقة، اعتمد الأمر على اللاعب، الذي كان يتطلع إلى الانتظار حتى نهاية عقده مع ليل في 2025 والرحيل مجانًا. هذا كان أحد الخيارات المطروحة خلال التفاهمات مع معسكر اللاعب، على الرغم من الريال حاول التعاقد معه في 2024. عند هذا الحد كان عرض الريال الأولي نحو 25 مليون يورو «273 مليون دولار»، ويرتفع إلى أكثر من 30 مليونًا مع الإضافات.
على أي حال لم يرغب مسيرو الريال دفع أكثر مما تم عرضه، وأرادوا الانتظار لأنهم يدركون أن ليل لن يقبل أي عرض يخالف رغبة اللاعب. لكن مانشستر يونايتد كان ما زال في السباق، يتحرك في الظل، ويعلم جيدًا أن النادي الفرنسي سيفضل العرض الأعلى. وحتى ذلك الوقت كان ريال مدريد يؤمن بتوقيت العملية، ورغبة اللاعب في الانتقال إلى العاصمة الإسبانية، لذلك كان التحول في الأمور، ليس فقط أمرًا غير متوقع، بل ضربة قوية.
ووفقًا لشبكة «The Athletic» يعد يورو «موهبة جيل كامل» يحتاجها النادي لتدعيم صفوف فريقه.. الألماني أنتونيو رودجير «31 عامًا» وخيسوس فاييخو «27 عامًا» هما قلبا الدفاع الوحيدان اللذان يتمتعان بجاهزية، فإيدير ميلتو «26 عامًا» عائد للتو من الإصابة بالرباط الصليبي بنهاية الموسم الماضي، أما دافيد ألبا فما زال يقضي فترة التعافي من إصابة مماثلة لكن معقدة أكثر ولا يبدو أنها ستسمح له بالعودة على الأقل حتى أكتوبر.
هذا الوضع طفا إلى السطح مع مغادرة ناتشو إلى القادسية السعودي، وبيع رافا مارين، الذي كان يمكن أن يبقى لكنه رحل إلى نابولي الإيطالي مع خيار إعادة شرائه في 2026.
وعلى الرغم من أن اللاعب الفرنسي هو المدافع الوحيد الذي تحرك من أجله، إلا أن الريال لديه خيارات بديلة، إذ يتم الحديث عن الدوري الإيطالي ربما سيكون مصدرًا لجلب قلب دفاع. على أي حال، فليس من الواضح ما إذا كان النادي سيقوم بخطوة من أجل اللاعب الآن، وحتى أن نافذين في النادي، تم استشارتهم من قبل «The Athletic» ادعوا بأنهم يفكرون في عدم التوقيع مع أي أحد بعد فشل إقناع يورو.
لكن إذا كان الأمر بيد المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي فيجب التوقيع مع قلب دفاع، بعد أن طلب بالفعل ذلك خلال الانتقالات الشتوية في يناير. لكن أحد الأسباب التي شرحت لأنشيلوتي لعدم تلبية رغبته هو أن الانتقالات الصيفية ستتوفر على أسماء وخيارات أفضل لتدعيم تشكيلته.
في جانب آخر فما زال المال الذي خصص لصفقة يورو قابلًا لإعادة استثماره في هدف آخر، مثل الكندي ديفيد ألفونسو، لاعب بايرن ميونيخ الألماني، على الرغم من أنه يلعب في مركز مختلف «ظهير أيسر ـ جناح أيسر»، كما أن ناديه لا يرغب في بيعه حاليًّا.
هناك خيار آخر جرى النظر فيه في تخطيط التشكيلة وهو إعادة استخدام تشاوميني الذي يلعب عادة في الوسط، في قلب الدفاع، مثل ما حدث ذلك عدة مرات الموسم السابق.
في كل الأحوال أظهرت صفقة يورو، ومع وصول مجموعة «أينيوس» INEOS لنادي مانشستر يونايتد، بزوغ قوة جديدة مؤثرة في سوق الانتقالات.. ريال مدريد الذي حقق نجاحات في السوق بفضل دهائه وتخطيطه الدقيق، سيحتاج الآن إلى مضاعفة هذه الجهود، لمنافسة القوة المالية للدوري الإنجليزي، بما في ذلك مانشستر يونايتد.
يذكر أن مصادر صحافية كشفت عن أن مانشستر يونايتد دفع 62 مليون يورو للنادي الفرنسي مقابل الحصول على خدمات ليني يورو بعقد يمتد حتى 2029.