|


الألعاب الأولمبية.. السياسة تحجب النجوم

افتتاح أولمبياد موسكو 1980 (أرشيفية)
القاهرة ـ أحمد مختار 2024.07.23 | 05:02 pm

تنطلق الجمعة دورة الألعاب الأولمبية باريس 2024، وسط مشاركة كبيرة من مختلف دول العالم، مع تمثيل عربي كبير في مختلف الرياضات والألعاب.
والرغم من شمولية الألعاب الأولمبية وارتباطها بمختلف البلدان والأقطاب، إلا أن الأزمات السياسية كانت حاضرة أيضًا في أكثر من نسخة، ما أجبر بعض الدول والنجوم على الغياب الانسحاب أو الحرمان، إما بسبب التدخلات السياسية أو الأحداث العارضة أو الحروب.
وبدأ تأثير الأحداث السياسية مبكرًا في الألعاب الأولمبية، منذ دورة برلين عام 1936، حين استغل أدولف هتلر الدورة العالمية من أجل أهدافه السياسية، حيث أشارت وسائل الإعلام العالمية بعدها إلى أن حفل اللجنة الأولمبية تحول إلى عرض حقيقي لقوة نظام هتلر وإظهار النظريات السياسية والعرقية الخاصة به.
ولم تشارك كل من ألمانيا واليابان في نسخة أولمبياد 1948، بسبب دورهما في الحرب العالمية الثانية، كما لم تشارك دولة جنوب إفريقيا في عدة دورات أولمبية بسبب سياسة الفصل العنصري والتمييز على أساس العرق واللون.
أما أول مقاطعة سياسية حقيقية في الأولمبياد، فكانت في نسخة أولمبياد ملبورن 1956، حيث امتنعت عدة دول، مثل إسبانيا وسويسرا وهولندا عن المشاركة في ظل وجود الاتحاد السوفيتي، كما امتنعت دول عربية، مثل مصر والعراق ولبنان تنديدًا بحرب إسرائيل وفرنسا وإنجلترا على قناة السويس المصرية عام 1956، كما انسحبت الصين أيضًا بسبب وجود تايوان.
كما رفضت كل من الصين وكوريا الشمالية وإندونيسيا المشاركة خلال ألعاب طوكيو عام 1964 عقب قرار اللجنة الأولمبية بحرمان جميع الرياضيين الذين شاركوا بألعاب جاكرتا سنة 1963 التي شاركت فيها هذه الدول بعدد من الرياضيين.
وزادت المقاطعة السياسية بشكل كبير بدءًا من دورة الألعاب الأولمبية مونتريال 1976، حيث انسحبت 22 دولة إفريقية وعربية من بينها مصر والعراق، اعتراضًا على مشاركة منتخب نيوزيلادا الذي شارك في منافسات بطولة الرغبي في دولة جنوب إفريقيا، التي كانت تعاني بسبب سياسات الفصل العنصري.
وفي نسخة أولمبياد موسكو 1980، امتنعت أمريكا إلى جانب 60 دولة أخرى عن المشاركة، اعتراضًا على حرب الاتحاد السوفيتي وأفغانستان، حسبما أشارت إليه وسائل الإعلام الأمريكية والأوروبية.
واستمرت المقاطعة في لوس أنجلوس 1984، إذ قاطع الاتحاد السوفيتي و14 دولة من حلفائه دورة الألعاب الأولمبية التي نظمت في أمريكا، ليرد بالمثل ما فعلته أمريكا في نسخة أولمبياد موسكو.
أما في نسخة عام 1988، فرفضت كوريا الشمالية المشاركة في دورة الألعاب الأولمبية، التي جرت في سيول عاصمة كوريا الجنوبية، كما رفضت أيضًا دول كوبا وإثيوبيا ونيكاراجوا المشاركة أيضًا، لعدة أسباب سياسية تتفق مع موقف كوريا الشمالية.
هذا وشارك أكثر من رياضي بشكل فردي، بعيدًا عن علم دولته في الدورات الأولمبية المختلفة، وذلك إما بسبب حرمان بلاده من المشاركة أو بسبب العقوبات الرسمية من جانب اللجنة الأولمبية الدولية.
وشارك رياضيون من جمهورية يوغسلافيا في دورة الألعاب الصيفية لعام 1992 بشكل منفرد، بسبب توقيع عقوبات على دولة يوغسلافيا والجبل الأسود بسبب الحروب.
وفي دورة الألعاب الأولمبية الصيفية لعام 2000، تنافس أربعة رياضيين من تيمور الشرقية بصفتهم لاعبين أولمبيين فرديين أثناء انتقال البلاد إلى الاستقلال.
وفي أولمبياد ريو دي جانيرو عام 2016، تم السماح للرياضيين من دولة الكويت بالمشاركة مستقلين، وذلك بسبب تعليق اللجنة الأولمبية الكويتية من جانب اللجنة الأولمبية الدولية، نتيجة التدخل الحكومي، ما أدى إلى إجبار الرياضيين الكويتيين على المشاركة تحت راية العلم الأولمبي.
وتكرر ذلك أيضًا مع الرياضيين الروس، الذين شاركوا بشكل فردي تحت راية العلم الأولمبي، في أولمبياد ريو دي جانيرو عام 2016، بسبب حرمان روسيا من المشاركة نتيجة أزمة المنشطات وانتشارها في الدولة.