|


افتتاح الأولمبياد.. فكرة مجنونة على نهر السين

توماس باخ رئيس اللجنة الأولمبية الدولية (أرشيفية)
باريس ـ الفرنسية 2024.07.25 | 05:41 pm

كانت الفكرة المجنونة المتمثلة في تنظيم حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية على نهر السين قاب قوسين أو أدنى كي لا ترى النور تقريبًا، وُلدت منذ أعوام عدة، وكان يتعيّن التغلّب على العديد من العقبات الفنية والسياسية والأمنية للمصادقة على تنفيذها.
في مثل هذا اليوم من مايو 2020، لم يوافق ديدييه لالمان، قائد مفوضية شرطة باريس، على فكرة منظّمي دورة الألعاب الأولمبية بتنظيم حفل الافتتاح على نهر السين.
ويقول أحد المشاركين في هذا الاجتماع الذي جرى في مفوّضية الشرطة في العاصمة: «بوضوح، أكد أنه لا يريد تنظيم هذا الحفل على نهر السين، وأنه من الناحية الأمنية لم يكن ذلك ممكنًا».
وأضاف «تردّدنا قليلًا في صيغة هل سننجح، هل سينجح المفوّض في إقناع السلطات بعدم فعل ذلك؟».
وعلى نحو غير مسبوق، كان المشروع الأوّلي كافيًا كي تتصبّب قوات الأمن عرقًا: عدّة مئات الآلاف من الأشخاص منتشرين على مسافة ستة كيلومترات من ضفاف نهر السين، في سياق تهديد إرهابي مرتفع.
لكن فكرة تحويل نهر السين إلى مسرح استعراضي تعود إلى عام 1998، خلال كأس العالم لكرة القدم، وفقًا لمقابلة جرت أخيرًا في صحيفة لوفيجارو مع ميشال بلاتيني، الذي ترأس اللجنة المنظمة للعرس العالمي: «كانت لدينا خطة لنهر السين.. الدولة رفضت ذلك لأسباب أمنية».
عندما تقدّمت فرنسا بطلب استضافة دورة الألعاب الأولمبية لعام 2012، التي مُنحت في نهاية المطاف إلى لندن، تخيَّل الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك حفلًا خارج الملعب، من دون أن يكون نهر السين في السيناريو.
على أي حال، كانت الفكرة تطفو في الأذهان وقت الترشّح لأولمبياد 2024، حسبما أكدت مصادر عدة حول وداخل اللجنة المنظمة.
حدث آخر سيقنع توماس باخ بالخروج عن الملعب الرئيس: حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية للشباب في بوينوس آيرس في 6 أكتوبر 2018. أثارت صور ابتهاج الشعب الأرجنتيني إعجاب الرئيس الألماني للجنة الأولمبية الدولية الذي عبّر، بعد شهرين، عن حماسه للفكرة أمام اللجان الأولمبية الوطنية على هامش اجتماع للجنة التنفيذية.
وقال تييري ريبول، مدير الاحتفالات في اللجنة المنظّمة، الذي تم تعيينه في مايو 2018: «عندما وصلت إلى اللجنة المنظمة، فكرة الخروج من الملعب الرئيس، كانت في مخيّلة اللجنة الأولمبية الدولية، وكان السياق مناسبًا».
ترك الرئيس السابق لوكالة أوبي بيني انطباعًا من خلال تركيب مضمار لألعاب القوى على نهر السين بمناسبة اليوم الأولمبي في يونيو 2017. الشخص الذي سينضم إلى فريق توني إستانجيه بعد بضعة أشهر هل كان لديه بالفعل فكرة استخدام نهر السين عندما وصل؟. يؤكّد: «بصراحة لا على الإطلاق، قصة مضمار ألعاب القوى، أردت الصورة لكنني لم أفكر فيها بعد ذلك».
عندما وصل إلى اللجنة المنظّمة «تم إخباري سريعًا عن شارع الشانزليزيه، إلا أنني وجدته ليس جاذبًا بدرجة كافية»، مؤكّدًا أن الفكرة وُلدت أثناء المشي.
يوضح لوكالة فرانس برس «في أحد الأيام، أثناء تجوّلي في باريس، قلت لنفسي: «لكن بالطبع، علينا فعل ذلك على نهر السين».
نسخة لم تتم المصادقة عليها بالضرورة من قبل الجميع. قال عضو مقرب من رئيسة بلدية باريس «لا أعرف حقًا من خطرت بباله الفكرة أولًا، لكن ما أنا متأكد منه هو أنه داخل فريقنا، كانت فكرة نهر السين موجودة بالفعل قبل وصول تييري ريبول إلى اللجنة المنظّمة». ابتداءً من عام 2019، انكبّت اللجنة المنظمة على دراسة المشروع مترًا مترًا، وعلى الظروف الجوية.. بلدية باريس والمنظّمون قاموا بذلك أيضًا. كل ما تبقى هو إشراك السلطات العامة.
تحدّث إستانجيه عن ذلك في نوفمبر 2020 إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي قال في مقابلة مع صحيفة ليكيب إنه وجد الفكرة «مجنونة» ووافق عليها. ما كان ينقص هو إقناع وزارة الداخلية ومفوّضية الشرطة حيث كانا متردّدين جدًّا.
لكن الرئيس الفرنسي قرَّر وأضفى الطابع الرسمي على هذا المشروع خلال أولمبياد طوكيو في صيف 2021. وأكد مسؤول كبير أن «رحيل مفوّض شرطة باريس ديدييه لالمان في صيف 2022، وهو معارض شرس لهذه الفكرة، ووصول لوران نونييز عزّز سلاسة العلاقة بين الشرطة والمنظّمين». في النهاية، فاز المروّجون للفكرة المجنونة. ومع ذلك، فإن الاختلافات لم تنته.