|


بطل رومانيا.. طفل مريض يحطم الأرقام القياسية

فرحة دافيد بوبوفيتشي السباح الروماني بعد تتويجه بالميدالية الذهبية لسباق 200 حرّة في أولمبياد باريس 2024 (الفرنسية)
باريس - الفرنسية 2024.07.30 | 12:51 pm

عندما أُرسِلَ دافيد بوبوفيتشي للمرّة الأولى إلى حوض السباحة بعمر الرابعة، لم يكن الهدف بالتأكيد صناعة بطل للمستقبل، بل كان علاجيًا، لأنه عانى من انحراف في العمود الفقري، أو ما يعرف بالمصطلح الطبي بالجنف. لكن بعد 15 عامًا دخل التاريخ أوّل سباح روماني يحرز ذهبية في الألعاب الأولمبية.
«إنه شيء تاريخي. أوّل ذهبية لبلادي في منافسات الرجال»، هذا ما قاله ابن الـ19 ربيعًا، الإثنين، بعد إحرازه الميدالية الذهبية لسباق 200 حرّة في أولمبياد باريس 2024، مضيفًا: «أنا سعيد جدًا. لم يكن بإمكاني تحقيق ذلك لو لم يقف البلد خلفي ومعي».
وبعد سباق مثير جدًا تغيّرت فيه الصدارة أكثر من مرّة، وصل السباح إلى المركز الأول بزمن 1:44.72 دقيقة، متقدمًا بفارق 0.02 ثانية فقط على صاحب الفضية البريطاني ماثيو ريتشاردز، و0.07 ثانية على الأمريكي لوك هونسن، الذي نال البرونزية.
وسبق لبوبوفيتشي أن شارك قبل ثلاثة أعوام في أولمبياد طوكيو، حيث خاض سباقات 50 و100 و200 م حرة، لكنه لم يفز بأي ميدالية قبل أن يعوّض لاحقاً في بطولة العالم بودابست 2022 حين أحرز ثنائية 100 و200 حرة.
الزمن الذي حققه الأحد في «لا ديفانس أرينا» بالعاصمة الفرنسية، بعيد إلى حد ما عن أفضل رقم شخصي له وقدره 1:42.97 ثانية حققه في صيف 2022 خلال بطولة أوروبا في روما حين بات ثالث أسرع سباح في تاريخ هذا السباق بعد صاحب الرقم القياسي الألماني بول بيدرمان «1:42.00 حققه عام 2009»، والأسطورة الأمريكي مايكل فيلبس «1:42.96 خلال أولمبياد بكين عام 2008»
لكن ما حققه بوبوفيتشي الإثنين في أحواض باريس كان كافيًا بالتأكيد لتدوين اسمه في السجل الأولمبي، على أمل تحقيق الثنائية والفوز بسباق 100 م حرة التي يبدأ تصفياته الثلاثاء.
بدأ بوبوفيتشي طريقه نحو النجومية حين كان في الرابعة عشرة من عمره، خلال مشاركته في ثلاثة سباقات في الأولمبياد الأوروبي للشباب، حيث فاز في 100 م حرة مع رقم قياسي للبطولة 49.82 ثانية، كما نال فصيتي 50 م حرة و200 م حرة.
وفي بطولة بلاده عام 2020، أعطى لمحة واضحة عما يمكن أن يصل إليه حين سجل 49.26 ثانية في 100 م حرة، متفوقًا بعمر السادسة عشرة على الرقم الذي سجله البطل الأولمبي والعالمي الأمريكي كايليب دريسل حين كان في عمره «49.28 ث».
واصل مشواره الصعودي في العام التالي خلال بطولة أوروبا للشباب حين أحرز ثلاثية 50 و100 و200 م حرة، محطمًا أيضًا الرقم القياسي العالمي للشباب خلال سباق التتابع 4 مرات 100 م حرة بتسجيله 47.56 ثانية، ليتفوق على رقم الروسي أندري ميناكوف «47.57 عام 2020».
تلك كانت مشاركته الأخيرة قبل خوض تجربته الأولمبية الأولى قبل ثلاثة أعوام في طوكيو، حيث تأهل إلى نهائي سباقي 200 و100 م حرة، لكنه فشل في الصعود إلى منصة التتويج بعدما حل رابعًا في الأول بفارق 0.02 ثانية فقط عن صاحب البرونزية، فيما جاء سابعًا في الثاني.
«لكن 2022 كان العام الذي صعدت فيه إلى النجومية في عالم السباحة في بلادي. كان العام الذي بت فيه سريعًا جدًا. تذوقت هذا العالم الجديد، ما هو بداية مسيرة جديدة»، وفق ما أفاد الإثنين في إشارة منه إلى تألقه في أحواض بودابست حين توج بطلًا للعالم في 200 و100 م حرة.