|


من كابوس الشلل إلى حلم الميدالية.. ليند يتحدى الصعاب

الدنماركي أندرس ليند، لاعب كرة الطاولة، الأربعاء، يتصدى لكرة البولندي ميلوش ريدزيمسكي، في مباراة فردي الرجال، بأولمبياد باريس. (الأوروبية)
باريس ـ الفرنسية 2024.07.31 | 05:04 pm

مجرّد المشاركة في الألعاب الأولمبية في باريس بالنسبة للدنماركي أندرس ليند، لاعب كرة الطاولة، هو انتصار على الشدائد، وذلك بعد إصابته بكسر فقرتين في حادث سيارة خطير، كان يخشى ألّا يتمكّن من المشي مرة أخرى أبدًا.
الآن، وبعد بلوغ دور الـ 16 في الألعاب الأولمبية خلافًا للتوقعات، يحلم اللاعب، البالغ من العمر 25 عامًا، بميدالية من شأنها أن تُمثّل معركةً غير عادية ضد الصعاب.
وأكد ليند بعد فوزه، الأربعاء، أن الأطباء عندما أجروا فحصًا بالأشعة السينية لعموده الفقري، بعد الحادث، الذي تعرّض له عام 2021، قالوا ربّما لن يستطيع المشي مرة أخرى أبدًا، وأضاف: «قالوا ربما سأعاني من بعض التلف في الأعصاب، وأنه مع العظام المكسورة، هناك احتمال بنسبة 70 إلى 80 في المئة أن أصاب بالشلل».
وتابع ليند: «بكيت مدة أسبوع تواليًا، كرة الطاولة كانت حياتي.. لا أريد العمل في مكتبٍ، لدي الكثير من الطاقة، وأحتاج أن أكون نشطًا».
وبمساعدة مشدّ وإطار مشي، بدأ ليند الطريق الطويل للتعافي، الذي قاده إلى الأداء أمام جمهورٍ أولمبي مكتظٍ في باريس.
وأشار اللاعب الدنماركي إلى أنه مشى في البداية مسافة 20 مترًا، ثم 40، ثم 50، وشعر وكأنه رجلٌ عجوزٌ يترنّح مع إطار المشي.
كان تقدّم ليند في الخطة العلاجية أسرع مما كان يحلم به الأطباء، ومع ذلك، التقط مضربه المحبوب بعد ثلاثة أشهر، وأردف: «ثم أدركت، حسنًا، سأعود، لا أعلم إلى أي مدى سأكون بحالٍ جيدة، لكن سأعود».
وبيّن ليند أنه لا يعاني من أي آثار جسدية سيئة من الحادث، مع أنه لا يستطيع الانحناء كما اعتاد، وقال ساخرًا: «أعتقد أن مسيرتي راقصًا ليمبو قد انتهت».
ومن الناحية الذهنية، منحة تجربة الاقتراب من الموت ليند نظرة مختلفة للحياة، واستطرد: «إذا مررت بمباراةٍ سيئةٍ، بإمكاني النظر إلى الوراء والقول إنها ليست سيئة كما كان الحال في ذلك الوقت»، كما منحته الانتكاسة تصميمًا قويًا جدًا دفعه إلى التأهل في مباراته الأخيرة في دور الـ 32 ضد البولندي ميلوش ريدجيمسكي، وكان متقدمًا 3ـ2، وبدا أنه حسم المباراة، لكن البولندي قاوم وفرض مجموعة فاصلة.
وشهدت المجموعة السابعة أيضًا مدًّا وجزرًا مع بعض التبادلات، التي أثارت حماسة الجمهور المكتظّ، وعند التعادل بثلاث نقاط لكل منهما في المجموعة الفاصلة، أخذ ليند أسبقية التقدّم بفارق أربع نقاط، لكن ريد جيمسكي عاد مرّة أخرى بعد سلسلة من الأخطاء ارتكبها الدنماركي.
وأهدر البولندي ضربةً خلفيةً، ثم ضربةً أماميةً في الشبكة، مانحًا ليند أربع نقاطٍ لحسم المباراة والنتيجة تشير إلى 10ـ6، ونجح بترجمة إحداها بعد تبادلٍ صحيح، فسقط على الأرض متأثرًا، قبل أن يحيي الجمهور.
وقال ليند: «هذا يعني لي الكثير، لا أستطيع وصفه، تتبادر المشاعر إلى ذهني بطريقةٍ لا أستطيع تفسيرها، أنا سعيدٌ للغاية، أنا فخورٌ للغاية».
وعد الدنماركي نفسه مذنبًا في المباريات السابقة لفقدانه التركيز في المواقف الصعبة، وترك المباراة تفلت من بين يديه، وتابع: «لكني ثابرت اليوم، وكنت ثابتًا، وانتهى بي الأمر منتصرًا، وهو ما أنا فخورٌ به».
وأوضح ليند أن الحصول على ميداليةٍ بعد الآلام، التي عانى منها، سيكون أمرًا مثيرًا، لكن الهزيمة الصادمة لشوكين وانج، المصنّف الأول، فتحت القرعة على مصراعيها، وأكمل: «مع خروج المصنّف الأول أحلم بميدالية، لا يزال الأمر بعيد المنال، وهو أمرٌ ليس مرجّحًا بشكلٍ كبيرٍ، لكن هناك فرصة، وإذا جاءت فسأغتنمها».