من هي الملاكمة الجزائرية إيمان المتهمة بالتحول الجنسي؟
في قرية ريفية، تابعة لولاية تيارت شماليّ الجزائر، وُلِدَت وترعرعت إيمان خليف، التي تأهّلت إلى رُبع نهائي ملاكَمة السيدات لوزن أقل من 66 كيلو جرامًا في أولمبياد باريس 2024 وتعرّضت إلى إساءاتٍ وتشكيكٍ في أهليتِها للمشاركة واتهاماتٍ ثبُت بطلانُها بالتحوّل الجنسي، وهو ما ردّت عليه اللجنة الأولمبية الدولية.
عاشت إيمان، البالغة من العمر 25 عامًا، حياةً صعبةً في بيئة نائية وهي طفلة، لكنها تعلمت منها، كما تؤكِّد دائمًا، تجاوُز العقبات.
وقبل بضعة أعوام، اضطرت إلى بيع الخبز على الطرقات وتجميع قطع الخردة المعدنية والبلاستيك وإعادة بيعها، من أجل توفير كُلفة الانتقال بالمواصلات العامة إلى قريةٍ أخرى، على بُعد نحو 10 كيلو مترات من المنزل، للتدرُّب على الملاكمة.
والخميس، تأهلت إيمان إلى ربع النهائي، خلال الأولمبياد الجاري، بعد 46 ثانية فقط من نزالِها مع الإيطالية أنجيلا كاريني، التي انسحبت لشعورها بآلام كبيرة نتيجة تلقّي إحدى اللكمات.
وأمام إساءاتٍ تعرَّضت لها الجزائرية بعد الفوز، أعربت اللجنة الأولمبية الدولية عن حزنها، ووصفت تقارير أثيرت حول مدى الأهلية الجنسية للاعبة بالمضلِّلة.
واستدعى المشككون واقعة استبعاد الاتحاد الدولي للملاكَمة إيمان من بطولة العالم في الهند العام الماضي، بعد تأهلها إلى النهائي، بداعي فشلها في تلبية قواعد الأهلية، وهو قرارٌ وصفته اللجنة الأولمبية بـ «التعسفي والمفاجئ وغير القانوني»، وعدّته الأساس الذي ترتكز عليه الإساءات الحالية.
ودخل دونالد ترامب، رئيس الولايات المتحدة السابق والمرشح للرئاسة في الانتخابات المقبلة، على خط الجدل، وكتب في تغريدةٍ، على منصة «إكس»، الخميس، أرفق معها صورةً للملاكِمة الفائزة: «هل توافق على منع المتحولين جنسيًا من المشاركة في رياضات السيدات؟».
بدورها، التقت جورجا ميلوني، رئيسة الوزراء الإيطالية، مواطنتها كاريني في العاصمة الفرنسية، لمواساتها، وطلبت منها الاستمرار في ممارسة الرياضة، وكتبت على منصة «إكس» للتواصل الاجتماعي: «أعرف يا أنجيلا أنك لن تستسلمي، وأنك ستحصلين ذات يوم على ما تستحقينه من خلال القوة والعَرق. في منافسة ستكون متكافئة أخيرًا».
وحلّت الجزائرية خامسةً في أولمبياد طوكيو 2020، وفازت بالميدالية الفضية لبطولة العالم للملاكمة في تركيا، 2022، وثلاث ميداليات ذهبية في دورات ألعاب دول البحر المتوسط والألعاب الإفريقية، 2022، والألعاب العربية، 2023.
وابنة تيارت، التي تسجِّل حضورها الثاني على صعيد الدورات الأولمبية، مُلاكِمةٌ هاويةٌ، وليست محترفة، وسبق لها لعِب كرة القدم في القرية.
وعندما أصبح عمرُها 16 عامًا، اتجهت من اللعبة الشعبية الأولى إلى ممارسة الملاكمة، وهي خطوةٌ رفضها والدُها في بادئ الأمر.
لكن بعد ثلاثة أعوام من التدريب المكثف بدأت، في 2018، الظهور على صعيد البطولات العالمية. ويصل عدد نزالاتها، حتى الآن، إلى 51، خسِرت تسعة منها، وكسِبَت ستة بالضربة القاضية.
ومطلع العام الجاري، سمّى صندوق الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف» إيمان سفيرةً له في الجزائر، لمدة عامين، هي ومواطنها إسماعيل بن ناصر، لاعب كرة القدم الدولي.