|


نمور.. طفرة النمو غيرت جنسيتها.. وتحلم بالذهب مع الجزائر

الجزائرية كايليا نمور خلال تصفيات نهائي الجمباز الفني للسيدات بدورة الألعاب الأولمبية «باريس 2024» الخميس (الفرنسية)
باريس ـ الفرنسية 2024.08.03 | 01:03 pm

على شاشة هاتفها الخلوي، الميدالية الذهبية لدورة الألعاب الأولمبية 2024 مرصّعة بقطعة من برج إيفل. الشابة كايليا نمور، وصيفة بطلة العالم، لاعبة الجمباز، لديها فكرة واحدة فقط في ذهنها: أن تصبح بطلة أولمبية. كان من الممكن أن يكون ذلك بألوان فرنسا في باريس، لكنه سيكون في نهاية المطاف مع الجزائر.
تتألق نمور المولودة عام 2006 في جهازها المفضل: العارضتان مختلفتا الارتفاع. هو الجهاز الذي خوّلها نيل أول ميدالية كبرى لها في بطولة العالم لعام 2023 في مدينة أنتويرب البلجيكية، حيث توّجت بفضية منحتها بطاقة المشاركة في دورة الألعاب الأولمبية في باريس.
في عاصمة الأنوار، تألقت اللاعبة الفرنسية الجزائرية، الأحد، بجمعها 15.600 نقطة، بفارق كبير عن رصيدها في بطولة العالم، عندما جمعت 15.033 نقطة، وقبل كل شيء أفضل نتيجة في مجموعتها، التي ضمت الأمريكيات، بينهن النجمة سيمون بايلز.
في المسابقة العامة، حلّت خامسة على مقربة من البرونزية، وتخوض مسابقتها المفضّلة، الأحد. ربما لا تكون الميدالية الذهبية، التي يمكن أن تفوز بها في الدور النهائي بعيدة جدًا في العارضتين المختلفتين بالارتفاع.
قالت نمور بحماس خلال لقاء مع وكالة «فرانس برس» في مدينة ريميني الإيطالية على هامش بطولة أوروبا: «في الـ 17 من عمري، بدأت مسيرتي للتو!».
لقد تغيّر كل شيء منذ ثلاثة أعوام بالنسبة لنمور. كان الخلل هو طفرة النمو، التي تسبّبت بمشكلة في العظام «تسمى التهاب العظم والغضروف»، ما يتطلب إجراء عملية جراحية في كل ركبة. لمدة عام، اضطرت اللاعبة الواعدة إلى تعليق مسيرتها الرياضية.
في عام 2022، كانت تخطّط إلى العودة، لكنها شعرت بمنعها بسبب استشارة طبيب للاتحاد الفرنسي للجمباز.
قال طبيب الاتحاد بيار بيلار: «لقد جمعت خبراء الطب الرياضي وخبراء الجراحة الذين اتخذوا قرارًا طبيًا يتضمّن قيودًا مؤقتة على الممارسة».
وأضاف: «قلنا لكايليا إنها يمكن أن تستأنف اللعب على العارضتين بشرط أن تسير الأمور بشكل جيد، وأن تكون هناك متابعة. واعتمادًا على التطور، مع القليل من الوقت، ربما نسمح لها باللعب أكثر قليلًا في أجهزة أخرى غير العارضتين، حيث ستكون الركبتان محميتين تمامًا».
اعترض المقربون من الواعدة نمور، التي تحدثت عن «فيتو» من جانب الاتحاد الفرنسي للعبة، على القرار، وبدأت معركة قانونية استمرت أشهرًا عدة بين الطرفين، بموازاة نزاع بين ناديها والاتحاد الفرنسي للعبة.
قال شيريلسينكو: «استُبعدت كايليا من تشكيلة المنتخب الفرنسي. لذلك عندما رأينا أن الأمور تزداد سوءًا، اتصل الأهل بالاتحاد الجزائري. لم يحدث ذلك من قبيل الصدفة».
وهكذا وضعت كايليا نمور نفسها رهن إشارة الجزائر، وشاركت باسمها في بطولة العالم، أكتوبر الماضي، ثم في باريس ضمن الألعاب الأولمبية.
يقول مدرّبها، الذي يتابعها منذ أن كانت صغيرة: «عادة ما أقول إن كايليا فرنسية، لكنها اختارت تمثيل الجزائر بسبب قناعاتها الرياضية. أعتقد أنها وجدت توازنًا».
بدأت كايليا نمور ممارسة الجمباز عندما كانت صغيرة جدًا، وانتظرت عائلة شيريلسينكو حتى بلغت 8ـ10 أعوام للانتقال إلى أشياء أكثر جدية.
قال المدرّب مازحًا: «في البداية، لم تكن لديها المورفولوجيا. كانت صغيرة وممتلئة بعض الشيء، وعندما كبرت أصبحت البطة القبيحة بجعة كبيرة، إذا جاز لي استخدام هذا التعبير».
نمور، التي يعمل والدها في المعلوماتية وأمها «تعمل طوال الوقت!» كما تقول هي نفسها، لديها جسم كبير مقارنة مع الممارسين والممارسات لرياضة الجمباز، أي 1.60 م. يقدّمها مدرّبها على أنها «لاعبة جمباز أنيقة وجميلة، ولديها الكثير من الليونة».
وأوضح المدرب مبتهجًا أنها نشأت في وسط عائلة مكوّنة من خمسة أشقاء، ولدان وثلاث فتيات، أصغرهن إيلينا، التي يمكن أن تشارك في الألعاب الأولمبية عام 2032.
شغوفة بالحلويات، تصنع بنفسها الكعك في كل فرصة، وتأمل أن تفتح مختبرها يومًا ما، ومدمنة للرومانسية الجديدة على الجانب الأدبي، تعيش كايليا اليوم فقط من أجل الميدالية الأولمبية.