جوليين.. تعدو مثل بولت.. لا تخشى المطر.. وتتحدى البكاء
تحت أمطار غزيرة هطلت على المضمار الأرجواني الأنيق لملعب فرنسا في سان دوني، فاجأت جوليين ألفريد ابنه جزيرة سانت لوسيا، ومنحت بلادها أول ميدالية في أولمبية، بعد أن توجت بذهبية 100 متر عدو ضمن أولمبياد باريس 2024، على حساب المرشحة الأولى الأمريكية وبطلة العالم شاكاري ريتشاردسون.
العداء اليافعة ذات الـ 23 ربيعًا، ابنه الجزيرة الكاريبية التي لا يزيد عدد سكانها عن 180 ألف نسمة، لم يسبق لها الصعود من قبل على منصات التتويج في أي من البطولات الكبرى في الهواء الطلق، قبل نهائي السبت قالت: «لا أريد أن أبدأ في البكاء، أريد أن أبقى قوية، لكن هذا اللقب يعني الكثير بالنسبة لي، لمدربي، لعائلتي».
وأضافت: «أريد أن أحتفل بهذا الآن، والحمد لله، كل شيء سار على ما يرام، لدي فريق رائع يؤمن بقدراتي ويجعلني أثق بنفسي.. المطر لا يزعجني على الإطلاق، ولا يمكن لأي شيء أن يؤثر علي طالما أخوض سباقي، وألتزم فنيًا، لكن لن تروني أبدًا أحتفل مثل أوسين بولت».
ورغم أنها لا تقلد الأسطورة الجمايكية بولت في طريقة احتفالاته، لكنه يظل مثلها الأعلى: «شاهدت سباقاته هذا الصباح، لقد كبرت وأنا معجبة به، أهدي هذه الميدالية لمدربي.. والدي الذي توفي 2015 ولم يشاهدني في ذروة مسيرتي.. كان سيشعر بالفخر الشديد لأن ابنته تشارك في الألعاب الأولمبية».
وتتدرب النجمة الجامعية في الولايات المتحدة مع جامعة تكساس، ضمن مجموعة إدريك فلوريال، لا سيما إلى جانب البريطانية دينا آشر سميث والإيرلندية راسيدات أديليكي، المتنافسة على منصة التتويج في سباق 400 م.
غادرت جوليين التي فقدت والدها في شبابها، منزلها في سن الرابعة عشرة وقطعت مسافة 1800 كلم إلى جامايكا التي تتميز بنظامها المدرسي الذي يصنع عدائي وعداءات سباقات السرعة.
قالت في مؤتمر صحافي الخميس: «كنت أحلم بالانضمام إلى بلد أوسين بولت، أسرع رجل في العالم.. ولم تعترض والدتي، فهي تعلم أن هذه التضحية بترك العائلة والأصدقاء ضرورية لتحقيق أهدافي.. كان من الصعب التأقلم بدونهم بالطبع، إلا أنني تعرّفت على ثقافة جديدة، ولم أعد إلى المنزل إلا في فصل الصيف، لقد تطورت بشكل أسرع من الآخرين».
جوليين احتلت المركز الخامس في بطولة العالم الصيف الماضي، وتوجت بطلة للعالم في سباق 60 م داخل القاعة هذا الشتاء في جلاسكو. غابت عن أولمبياد طوكيو 2021 بسبب إصابة في أوتار الركبة، لكنها لم تستسلم وعادت قوية لتدخل التاريخ عبر بوابة باريس.