|


لايلز.. يتخطى الربو والمشكلات العقلية بذهبية غابت عن أمريكا 20 عاما

باريس ـ الفرنسية 2024.08.05 | 01:39 pm

بعد إخفاقه في اليابان، وعدم إحراز أي ذهبية قبل ثلاثة أعوام، طرد العدّاء الأمريكي نواه لايز شياطين أولمبياد طوكيو، بعد فوزه بالمعدن الأصفر في سباق 100 متر خلال ألعاب باريس، ضمن سعيه لملء الفراغ، الذي خلفه اعتزال الجامايكي أوسين بولت، أسطورة سباقات السرعة.
وواصل لايلز الفصل الثاني من مسلسل الثلاثية الذهبية، الذي استهله من بطولة العالم في بودابست، العام الماضي، «100 م و200 م والتتابع 4 مرات 100 م»، بنيله ذهب سباق 100 متر على ملعب فرنسا خلال وقت قدره 9.79 ثوانٍ متفوّقًا بالصورة النهائية «فوتو فينيش» على تومسون، صاحب الفضية «9.79 ث وبالتحديد 9.789 ث».
وأنهى لايلز فترة عجاف استمرت 20 عامًا لم يتوقف خلالها العداؤون الأمريكيون عن مهمة البحث عن ذهب مسافة 100 متر بعد أن كان جاستن جاتلين آخر من فاز بالذهبية الأولمبية في 100 متر لدى الرجال والسيدات، خلال منافسات أثينا 2004.
وصف البريطاني سيباستيان كو، رئيس الاتحاد الدولي لألعاب القوى، العداء لايلز، الذي جدّد عقده مع أديداس الموسم الجاري، وعد الأكبر منذ تجديد عقد بولت مع بوما، بأنه «نجم روك مطلق».
بدا للبعض أن لايلز، البالغ 27 عامًا، أشبه بمغنّي راب أمريكي، صاحب شعر مجعّد، أكثر من كونه نجم روك، حين صُوّر في العاصمة المجرية سلسلة وثائقية على منصة «نتفليكس» بعنوان «سبرينت».
وفي الموسم الثاني لهذه السلسلة، ستشكّل الألعاب الأولمبية في باريس المسرح المثالي. وقال لايلز عن كونه عداءً سريعًا في سباقات الـ «سبرينت»: «يجب أن تكون لديك عقلية خارقة». وتابع: «أنا مؤمن بأن اللحظة ليست أكبر مني، بل اللحظة خُلقت من أجلي».
وفي حين يصرّ العديد من الخبراء على أن مثل هذه النظرة ليست نادرة بين الرياضيين النخبة، فلا شك أن أسلوبه يزعج العديد من الأشخاص الآخرين، ولا سيما بعض نجوم دوري كرة السلة الأمريكي للمحترفين، وجماهيرهم، بعدما شكّك لايلز في ادعائهم بأنهم «أبطال العالم» الحقيقيون.
ويقرّ لايلز، الذي تحدث علنًا عن معاناته مع مشكلات صحية عقلية ومع الاكتئاب في الأعوام الأخيرة، بأن شهرته الواسعة باتت تسبب مشكلة له في القرية الأولمبية، وقال: «لقد أصبحت مشهورًا في القرية، ولسوء الحظ، كان ذلك مصحوبًا بمجموعة من التحديات الخاصة في القدرة على إيجاد مساحتي الخاصة داخل القرية، سواء كان ذلك خلال تناول الطعام أو التدرّب في صالة الألعاب الرياضية».
و يعوّض حصد لايلز للذهب في باريس، تجربته المخيبة للآمال في طوكيو حين لم ينل سوى برونزية سباق 200 متر، حيث قال: «لا تزال تلك البرونزية تُحرق ثقبًا في صدري»، مضيفًا: «سأحملها معي أثناء باريس فقط لتذكيري بأن هذا ليس اللون الذي سأعود به».
أصرّ لايلز، الذي عانى من الربو المزمن عندما كان طفلًا، على أنه يتألق والأضواء مسلطة عليه: «كلما زاد عدد العيون عليّ، كان أدائي أفضل، أو على الأقل هذا ما يقوله معالجي.. عندما تكون كاميرات التلفزة موجّهة نحوي والناس هناك، فأنا لا أخسر».
ولا يزال الأمريكي يأمل في إكمال محاولة جريئة للفوز بذهب أربع مسابقات في باريس، بإضافة سباق التتابع 4 مرات 400 متر إلى برنامجه.
لقد أثار ضجة في العالم داخل القاعة في جلاسكو بعد حصوله على الميدالية الفضية خلال سباق 60 مترًا خلف زميله كريستيان كولمان، اختير عضوًا في فريق التتابع 4 مرات 400 متر، الذي أحرز أيضًا الميدالية الفضية، ما تسبب في اتهام الاتحاد الأمريكي بمحاباة لايلز.
وانتقد صاحب الشأن المشككين، قائلًا: «دعونا نقول فقط إن الكثير من الناس في الولايات المتحدة كانوا منزعجين للغاية لأنني شاركت في سباق التتابع 4 مرات 400 متر، وأود أن أقول لهم: اركضوا بشكل أسرع، ادفعوني للأمام».
ووضع بولت حدًا لمسيرته على المضمار في عام 2017 بعد فوزه بـ 11 ميدالية عالمية، وثماني ميداليات أولمبية.
وقال لايلز، الذي حقق ثنائية السبرينت «100 م و200 م» في بودابست للمرة الأولى منذ الإنجاز ذاته لبولت في بكين عام 2015: «لقد فعلها أوسين بولت، وقوله لي إنه يرى ما أفعله ويحترمه، أمر مذهل».
وأكّد: «أنا الرجل الذي يريد تجاوز الشهرة على المضمار.. أريد أن يراني الناس على المضمار، ولكن أيضًا في مجلة «جي كيو» ومسلسلاتي الوثائقية، وأن يدركوا أنني الرجل الرائع».
وتابع: «الميداليات هي الخطوة الأولى لأنها تلفت انتباه الناس.. بعد ذلك يمكنك الذهاب إلى اتجاهات مختلفة، مثل الموضة والموسيقى، ويمكنك أن تبدأ في التعاون مع أشخاص آخرين وفنانين والعالم».
وكان لايلز قد وصل إلى باريس وهو يعلم تمام العلم أنه يحتاج إلى تقديم أفضل ما يملك، وذلك ببساطة لأنه لكي يستمر في جذب الانتباه، فهو يحتاج إلى الاستمرار في ترصيع سجلّه بالميداليات، والألعاب الأولمبية هي البطولة العالمية التي يتابعها الأمريكيون بشغف.
وكانت تلك هي جاذبية بولت، التي تؤكد قدرته على الهيمنة والفوز بالعديد من الميداليات الذهبية في البطولات العالمية، حيث فاز بميدالية ذهبية واحدة، ولكن تلوح في الأفق المزيد من منصات التتويج.