ريما: حاولوا سلب كرامة إيمان.. ولا نرضى باستمرار المعلومات المضللة
انتصرت الأميرة ريما بنت بندر للملاكمة الجزائرية إيمان خليف، عبر كلمة مطوّلة ألقتها أثناء حضورها جلسة اللجنة الأولمبية الدولية الـ 143 التي عقدت، السبت، لمناقشة أبرز محطات دورة ألعاب «باريس 2024» قبيل ختامها.
ودانت ريما، التي تحمل عضوية اللجنتين الأولمبيتين السعودية والدولية، ما تعرضت له إيمان من محاولات للتشكيك في أنوثتها، دون وجه حق، مستنكرة بث معلومات «مغلوطة ومضللة» عن الجزائرية، على الرغم من البيان المشترك للأولمبية الدولية ووحدة الملاكمة لدورة ألعاب باريس، الصادر مطلع أغسطس الجاري، الذي أظهر الحقائق.
وبدأت الأميرة كلمتها قائلة: «أتقدم بالتهنئة إلى اللجنة المنظمة، والدولة المستضيفة فرنسا، على التنظيم الرائع لدورة الألعاب الأولمبية في باريس 2024».
وأضافت: «لقد حظيت بشرف الانضمام لعضوية اللجنة الأولمبية الدولية، ولجنة المساواة بين الجنسين والتنوع والشمول، وبما أنني سيدة مسلمة عربية، وهي سمات تجسد هويتي، لذلك لا يمكنني أن أبقى صامتة عما يتم تداوله إعلاميًا بشأن إيمان خليف».
وتابعت: «أود أن أؤكد تأييدي التام للبيان المشترك المنبثق من اللجنة الأولمبية الدولية ووحدة الملاكمة للأولمبياد.. إن الحقائق هنا واضحة. الآنسة إيمان خليف، ولدت فتاة، وعاشت طوال عمرها أنثى، ولكن، على الرغم من الحقائق الواردة في البيان المشترك، استمر تداول المعلومات المغلوطة والمضللة، والمؤلم أنَّ ذلك ليس فقط أمرًا غير مقبول، وإنما هو محزن أيضًا».
وواصلت قائلة عن الملاكِمة العربية: «منذ طفولتها كابنة لعائلة محبة لها في الجزائر، اجتهدت إيمان خليف طوال حياتها لتصبح رياضية أولمبية، تنافس أمام العالم. وكما يعرف الكثير فإن الطريق الذي سلكته، يتطلب الكثير من الإصرار والاجتهاد والمثابرة، وكما هي طبيعة الأولمبيين، فإن إيمان تجسد أفضل السمات والقدرات، وهنا تكمن روعة الألعاب الأولمبية».
وأبانت: «ليس لأحد الحق في أن يشكك في أنوثة إيمان، والاستمرار ببث المعلومات المضللة إنما هو محاولة لسلب كرامتها واستحقاقها، لذلك فإنني أقف أمام هذه اللجنة الموقرة لأقول إنَّ هذا الأمر لا يمكن أن يستمر».
وتابعت حديثها: «الرياضيات الأولمبيات يمثلن النخبة.. إنهن يتدربن ليصبحن الأفضل، واضطرارنا لأن نخوض في الحديث عن هذا الأمر يعد فشلًا لنا جميعًا، ولكن، أصبح هذا النقاش أهم من أي وقت مضى، فعندما تلتزم أي لاعبة الصمت، فسيُفسَّر ذلك بأنها تقبل ما يقال عنها أو أنها ضعيفة، وإن تحدثت، وُصِفت بأنها تتخذ موقفًا دفاعيًا، في حين يجب أن يركز الرياضيون على أدائهم بدلًا من تبرير وجودهم».
وأوضحت: «لا ينبغي أن يتعرض الرياضيون للتنمر أو السخرية بسبب مظهرهم، أو أن يتم استغلال إنجازاتهم وانتصاراتهم ومهاراتهم التي عملوا من أجلها طوال حياتهم كأسلحة ضدهم، لأنَّ ما يهم هو الموهبة، وليس المظهر، والموهبة لا تتحقق إلا من خلال التدريب والتضحية والالتزام».
واستطردت: «الألعاب الأولمبية مناسبة للاحتفال باختلافاتنا، بمشاركة رياضيين ورياضيات من حول العالم، فالنساء لا يظهرن أو يتحدثن أو يتصرفن بشكل موحد. فكل سيدة تمارس رياضتها هي فريدة من نوعها.. ما يربطهن هو إصرارهن على الوصول إلى القمة».
واسترجعت ما فعلته الجزائرية بالقول: «عندما فازت إيمان بنزال مرحلة ربع النهائي، جثت على ركبتيها وهي تبكي. لقد جثت معها كل امرأة شعرت بالعزلة، أو بالسخرية، أو قيل لها إنها لا تنتمي لجنسها، وعندما نهضت لتقف مرة أخرى، جميعهن نهضن معها، وإنني من هنا أقدم دعمي الكامل لكل أنثى تعرضت للنقد غير المبرر في وقت كان يفترض فيه أن يسطع نجمهن ويجنين ثمار جهودهن».
ووجهت رسالة للجميع قائلة: «لعامة الناس، للإنسانية: أطلب منكم التمعن فيما تعرضن له الرياضيات، واسألوا أنفسكم ماذا لو كانت ابنتكم أو قريبتكم أو صديقتكم.. إنَّ لكلماتنا تأثير، ولتصرفاتنا أثر، لذا لا بد أن يسود العطف وتسود الكرامة في كل مرة».
وخصصت رسالة أخرى للإناث قالت فيها: «إلى كل فتاة تظن أنها خارجة عما هو مألوف: إذا رأيتِ مضربًا، احمليه.. إذا رأيتِ كرة قدم، اركليها.. إذا رأيتِ مضمارًا، اركضي بأقصى ما لديكِ من سرعة، فلديكِ مكان هنا، وأنتِ مرحبٌ بكِ».
وحققت إيمان خليف، الجمعة، ذهبية الملاكمة وزن 66 كيلوجرامًا للسيدات، بعد فوزها في النزال النهائي على الصينية لو يانج 5-0 بإجماع الحكام.