|


خالد الربيعان
شغف فقط
2024-08-11
كنت مقتنعًا في الماضي أن أسباب عدم تحقيق أي إنجازات في أي بطولة يرجع إلى عدم وجود دعم مادي للاتحادات، وهذه كانت شماعة الإخفاق التي كنا نعلق بها أسباب الإخفاقات، أما الآن فلا يوجد أي شماعة للإخفاق، خاصة بعد أن حظت الرياضة السعودية باهتمام ودعم مالي وإعلامي وجماهيري في الفترة الأخيرة، ولعل ما حدث في أولمبياد باريس 2024 للبعثة السعودية مخيب لكل الآمال، مشاركة أعتبرها هي الأضعف، من حيث النتائج المخجلة التي لا تليق بسمعة الرياضة السعودية، وهذا اعتبره على الصعيد الشخصي إخفاقًا يحتاج إلى إعادة نظر.
بالفعل السعودية دعمت هذه الاتحادات بأكثر من مليارين و600 مليون ريال سعودي، بوصفها إحدى مبادرات برنامج جودة الحياة الرامية لإحداث نقلة تطويرية في الاتحادات الرياضية السعودية، فالمرحلة تحتاج استكشاف مواهب.. واختبارها هل هي تنفع أن تتبناها وقابلة للتطور أم لا، هذا بجانب توفير مكان مناسب للتدريب والتجهيز، وأخيرًا اختيار مدرب، بعد هذا أبحث عن الميداليات.
من وجهة نظري، هناك ألعاب فردية سلسة لا تحتاج إلى ميزانيات، بل تحتاج إلى شغف لاعب مقاتل، وشغف مدرب متميز، لكل لعبة، وشغف مسؤول، مثل رمي الجلة، والسهام، وسلاح الشيش، والريشة الطائرة، والجودو، والرماية، والتزلج على اللوح، والنبالة، والجولف، لذلك أرجع وأقول إن الخلل يكمن في اكتشاف المواهب، فيجب أن يكون هناك تحديات وبطولات على مستوى المدارس لجميع المراحل الدراسية، لكي أصنع بطلًا من الصفر، أصرف عليه ماديًّا من أكله إلى تنقلاته وتدريباته، وأخلق وظائف في المدارس للأولمبيين.
والسؤال الذي يطرح نفسه ويراودني الآن، هل على اللجنة التي جلبت كوادر تدريبية مميزة لتدريب اللاعبين، هل شاركوا في بطولات إعدادية قبل الظهور في الأولمبياد، والأهم هل سيتم تقييم هذا الإخفاق أو ستمر مرور الكرام، ماذا بعد أولمبياد باريس، هل هناك خطط للنهوض بالاتحادات حتى لا تتكرر هذه المأساة مرة أخرى، خاصة أننا لا ينقصنا شيء، فلدينا الموهبة والقدرة على الدعم، لكن ما ينقصنا هو وجود الكفاءات الإدارية القادرة على صنع الأبطال حتى نحقق الهدف المطلوب.