|


نواف العقيّل
احتراف اللاعبين السعوديين
2024-08-16
يعدُّ الدعم الحكومي المباشر، أو غير المباشر من وزارة الرياضة، أو الاتحاد المحلي لكرة القدم لعملية احتراف اللاعبين أحد أهم الأمور التي تسهِّل عديدًا من التحديات. هذا الأمر ليس فقط في السعودية، بل وأيضًا في مشروع احتراف لاعبي كوريا الجنوبية، واليابان، المستمر حتى هذه اللحظة، والفارق بين الدول الآسيوية التي تبحث عن صناعة أجيالٍ قويةٍ، هي الأساليبُ في تنفيذ الخطط.
كوريا الجنوبية، على سبيل المثال، تتخذ ألمانيا قاعدةً أساسيةً لانطلاق احتراف لاعبيها الشباب من خلال مساعدتهم في توفير السكن، وتجارب الأداء وفقًا لاتفاقياتٍ، أبرمتها وزارة الرياضة الكورية مع بعض الأكاديميات والأندية في ألمانيا. وظهر من هذا المشروع اللاعبُ الكوري الأشهر في تاريخ رياضة بلاده، وهو سون، لاعب توتنهام.
أمَّا اليابان، فتتخذ من بلجيكا قاعدةً لذلك، وتملك أحد الأندية هناك من أجل منح أفضل لاعبيها الفرصَ للوصول إلى الدوريات الأوروبية، في حين اتَّخذنا نحن من إسبانيا قاعدةً لجيلٍ قادمٍ في برنامج صقور المستقبل، وقمنا بمنحهم فرصًا وتجاربَ، كان من نتائجها الأولية خمسة لاعبين، يحترفون الآن في أربع دولٍ أوروبيةٍ، ولا نزال في البدايات.
يتحدث الكثيرون حاليًّا عن احتراف مجموعةٍ من أهم اللاعبين الموجودين في الكرة السعودية بأعمارٍ تتجاوز العشرين عامًا، وأعتقد أن هذا الأمر مفهومٌ بالنسبة لنا. نحن لا نستهدف من خروج سعود عبد الحميد، وفيصل الغامدي، ومروان الصحفي، ونواف العقيدي وغيرهم من أساس منتخب مانشيني الحالي كأسَ العالم 2034، بل نحن نبحث عن تجهيز منتخبنا الحالي للفوز بكأس آسيا المقبلة 2027، ورفع رتم اللاعبين من خلال الاحتكاك بالنجوم في قارة أوروبا.
وجود اللاعبين المهمِّين في دورينا، لن ينقل مستوى المنتخب البدني تحديدًا إلى مستوى آخر، فلا يزال دورينا في حاجةٍ إلى عملٍ كبيرٍ حتى نصل إلى مستوى الدوريات الأوروبية العشرة الأفضل. هذا الاحتراف مطلوبٌ من أجل تجهيز المنتخب بأفضل صورةٍ ممكنةٍ، لكنْ لنتحدَّث عن بعض النقاط المهمة.
أولًا نحتاج إلى وضوحٍ كاملٍ، إذ يجب أن نشرح الأمر لوسائل الإعلام والجماهير بأفضل طريقةٍ، لنوصل الصورة بشكلها الكامل، ولا نسمح بتعزيز النظريات. ثانيًا يجب أن نضمن مشاركة اللاعبين، وأن نضع شروطًا في عقودهم، تجعل في أيدينا خطًّا للتصحيح، فالتصحيح أهم عناصر النجاح في كرة القدم، لأن المتغيِّرات كثيرةٌ. ثالثًا الأندية جزءٌ من هذا الأمر، ويجب أن نشركها فيه، وألَّا نجعلها في رؤيةٍ غير واضحةٍ.
نتمنى لكل اللاعبين المحترفين في قارة أوروبا التوفيق، وجميعنا نحلم بتلك الليلة التي نرفع فيها لقب كأس آسيا في قلب عاصمة الشرق الأوسط الرياض.