|


أوسيمين.. راهن عليه نجم برشلونة.. وجلس على عرش مارادونا

الرياض - بهاء الدين فرح 2024.08.30 | 04:57 pm

في منطقة أوجوتا بمدينة لاجوس النيجيرية رأى فيكتور أوسيمين النور في 29 ديسمبر 1998، وهو الأصغر بين ستة أشقاء، وفي أزقتها وحواريها بدأ يداعب الكرة كعادة أقرانه، حتى أصبحت شغله الشاغل، لكن لم يكن لأحد أن يتخيل أن ذلك الفتى النحيل وسيطير ببساط أحلامه الصغيرة إلى أوروبا، وعلى عرش تربع عليه أسطورة كرة القدم دييجو مارادونا.
بعد أن بدأت موهبته تتفتق قليلا حصل أوسيمين على فرصة للالتحاق بأكاديمية «ألتميت ستايكرس» الشهيرة في لاجوس، حيث بدأ في صقل مهارته شيئًا فشيئًا، وفي سن 16 عامًا استدعاه المدرب إيمانويل أمونيكي، أحد أساطير نيجيريا ونجم برشلونة الإسباني السابق، للانضمام إلى تشكيلة منتخب تحت 17 عامًا.
أوسيمين الذي من المرجح أن يقود هجوم فريق الأهلي الأول لكرة القدم، لم يفوت الفرصة، وتألق مع المنتخب، وأسهم بشكل كبير في نقله إلى نهائيات كأس العالم تحت 17 عامًا، التي جرت 2015 في تشيلي، حيث سطع نجمه هناك، وخطف أنظار الكشافين، بعد أن قاد صغار النسور إلى التتويج باللقب، وتوَّج مجهوداته بجائزة أفضل هداف بتسجيله 10 أهداف.
في يناير 2016 حصل أوسيمين على لقب أفضل لاعب شاب إفريقي، وهي جائزة مهدت الطريق أمامه لأول عقد احترافي في مشواره، وكان فولفسبورج الألماني عام 2017 لثلاثة مواسم. لكن بداية أوسيمين لم تكن كما خطط لها، فقد تعرض لإصابة بليغة في الكتف بعد 4 اشهر من وصوله خضع بعدها لعملية جراحية أنهت موسمه الأول، دون أن يمارس هوايته المفضلة في مغازلة الشباك.. معاناة اللاعب لم تنته عند هذا الحد، بعد أن استسلم لمباضع الجراحين مرة أخرى مفوتًا فرصة الظهور في كأس العالم 2018.
بعد هذين الموسمين خفت بريق أوسيمين، وخرج من حسابات الأندية الأوروبية، بسبب حالته البدنية السيئة، حتى رمى له شارلروا البلجيكي طوق النجاة، الذي أوصله إلى البر البلجيكي بعقد إعارة في أغسطس 2018، حيث استعاد هناك حاسته التهديفية مجددًا، وزار الشباك في أول ظهور له في 22 سبتمبر، منهيًا موسمه بـ 20 هدفًا.
أوسيمين، وبعد أن استعاد بريقه وثقته بنفسه، كان ليل الفرنسي في انتظاره باذلا 22 مليون يورو لجلبه، في ثاني أغلى صفقة يبرمها حتى الآن، لكنها كانت في محلها، فبعد 18 هدفًا في الموسم الأول كان أوسيمين يسجل رقمًا مهمًا آخر، فنابولي الإيطالي دفع من أجله 77.5 مليون لنقل خدماته إلى الملعب الذي صال وجال فيه الأسطورة أرماندو دييجو مارادونا، حيث بات ثاني أغلى لاعب يبيع عقده بعد نيكولاس بيبي لأرسنال الإنجليزي مقابل 80 مليونًا.
التجربة الإيطالية كانت الأكثر تميزًا في مشوار أوسيمين، فقد جمعت له المجد من أطرافه، جائزة أفضل لاعب شاب موسم 2021ـ22، والتتويج بلقب الدوري وهو الأول للفريق منذ 33 عامًا، ومتصدر الهدافين بـ 26 هدفًا، ولقب أفضل لاعب، والأفضل في إفريقيا 2023، ليكون أول نيجيري يحصل على هذه الجائزة منذ نوانكو كانو 1999.
أوسيمين خارج الملاعب متزوج من ستيفاني لاديفيج، وهي عارضة أزياء ومؤثرة على وسائل التواصل الاجتماعي من والد ألماني وأم كاميرونية، تعرف عليها إبان لعبه مع فولفسبورج، ولديهما طفلة ولدت في 2022. وعلى الرغم من الشهرة والأضواء التي تحيط به، خصّص أوسمين جزءًا من ثروته في الأعمال الخيرية، حيث يتعاون مع برنامج الأغذية العالمي، ويساعد في توفير الطعام والملابس للأطفال المحرومين والمجتمعات الإفريقية في مدينة نابولي.
أوسيمين عرف عنه حبه للسيارات الفارهة، ويمتلك مجموعة كبيرة منها، كما يهوى السفر إلى لاجوس بطائرة خاصة، يستأجرها ليريح نفسه من عناء الانتظار في المطارات خاصة في الرحلات الطويلة.


أوسيمين.. راهن عليه نجم برشلونة.. وجلس على عرش مارادونا