|


تركي السهلي
نومُ المُنجّم
2024-09-02
يتحرّكُ نادي الشباب برئيسه محمّد المُنجّم في ثنايا اللّيل. يغطُّ في سُباتٍ عميقٍ طوال النهار، وحين حلول المساء يُدير الأمور. كأنّ الشاب الشبابي لا يعرف ملاحقة الوقت في الضوء، وكأنّ الزمن لا يسير معه.
حين تتداول المسائل صباحًا في أروقة وزارة الرياضة، عند لجنة الاستدامة الماليّة، يكون المُنجّم في وضع النوم، وحين يذهب المسؤول، والعامل النشط إلى ساعات الراحة، ينشط رئيس «اللّيث» في المراسلات، والكتابات، وصناعة القرارات اللّيليّة. مشكلة محمد المُنجّم فارق التوقيت دائمًا، وحسابات النور، والظلام.
لقد كان الشباب، قبل مجيء الرئيس صغير السن، ناديًا نهاريًا بامتياز، يسبق الجميع إلى المكاتب، وينام حين ينامون، ويفوز بما يُريد دون أن يكون مُرهقًا. واليوم يُلاحق الفراشات حول القناديل، ويطير مع الخفافيش، ويُجاوب الأصوات التي لا يستمع إليها أحد. دخل النادي العاصميّ في دوامة المِلفّات، وفتح أقفال الصناديق، وصرصرة الأبواب الخشبية، والإحمرار الطويل، وغابت عنه العين التي تبزغ مع الشمس، وتنطبق مع دخول السواد.
يُمارس رئيس مجلس إدارة نادي الشباب، ومعه فريق عمله، التسويق بمنهج الأهداف التي تأتي عكس الأُسس، ولعب الكروت البينيّة، وضرب الأطراف بالأطراف، وأخذ التفاوض على أنّه عملية خاصّة، متناسيًا، ومن معه، أن السلعة التي تُعرض أكثر من مرّة تبور، وأن الأيّام تدور، والموقف القديم لا يُنسى، والضحكة التي علت بعد البيع، ستختفي حين وقت الشراء.
لقد قفز اللّيث الأبيض، برئيسه حديث التجربة، إلى مستوى مُفاوضة الرجال، وإظهار الوجه، لكنّه في كُل مرّة يأخذ النادي كفرصة، والفرصة كسلعة قابلة للمزايدة، والنقصان، واللاعب المٌرتبط بعقد، كجزء من مرحلة صُنع ذات، وهضم قِيَم.
إنّ القواعد المكسورة في عملية الإقناع، لا مُنتصر فيها، حتّى وإن تراقصت الأجساد، وتداخلت الألوان مع الليل الصامت، وماتت الفكرة عند حدود العقل الغائب. لم يعد هُناك من قيمة للنائم، ولا مجال إلى أن يصل ذلك المُنطلق ليلًا والناس نيام، لأنّه سيكون وحيدًا، والفجر للناس الأصحّاء، ولميلاد صور الطبيعة. لا اهتداء لمحمّد المنجّم، وهو الذي يضع مبادئ التسويق، من الثانية عشرة ليلًا، إلى الواحدة بعد الظهر.