|


خالد الربيعان
منصة جديدة
2024-09-15
«الأسطورة» هو شخص يستطيع أن يحقق المستحيل، وهذا غالبًا ليس موجودًا في واقعنا حتى ظهر أحدهم البرتغالي كريستيانو رونالدو الذي يستحق هذا اللقب بجدارة، هذا ليس كلامي كشخص بل الأرقام هي من تتحدث عن نفسها.
والسؤال الذي حيرني هو كيف حقق «الدون» هذا الكم الهائل من المتابعين والذين تخطوا حاجز المليار متابع لحساباته عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بمساعدة قناته الجديدة على موقع «‬اليوتيوب» والتي اجتذبت أكثر من 60 مليون مشترك في غضون ثلاثة أسابيع فقط، بالإضافة إلى أكثر من 639 مليون متابع على «إنستجرام»، و170 مليونًا على «فيسبوك»، و113 مليونًا على «إكس».
هذا ليس فقط، فاللاعب البرتغالي تصدر قائمة «فوربس» لأعلى الرياضيين أجرًا هذا العام، إذ وصلت أرباحه خارج الملعب إلى 60 مليون دولار، بفضل عدد متابعيه الكبير على وسائل التواصل الاجتماعي ليجذب أنظار العالم ويؤكد شعبيته الجارفة حتى الآن وهو ما يثبت بالأدلة القاطعة أن هناك نظرة ثاقبة من قبل قادتنا حينما تعاقدوا مع هذا الأسطورة.
أرى أن رونالدو يريد السيطرة على مواقع التواصل المختلفة، ما يجعله الشخص الأكثر جماهيرية في العالم، هذا بالإضافة إلى ثروة جديدة سيحققها من منصته الجديدة، حيث سيدفع المعلنون سعرًا محددًا إلى «يوتيوب، إذ يحصل صانع المحتوى أو صاحب القناة على 45% وتحصل المنصة نفسها على الـ 55% الأخرى، وهذا ما جعل مقاطع الفيديو الخاصة بالنجم البرتغالي بالفعل تحصد أكثر من مليون مشاهدة لكل منها، ما يعني أن رونالدو سيكسب مبلغًا كبيرًا من أموال الإعلانات وحدها.
نحن بالفعل أمام معجزة رياضية بمعنى الكلمة، فكيف للاعب في أقل من 55 ساعة تصل قناته لضعف عدد متابعي نادي برشلونة، أقرب منافسيه على قناة اليوتيوب، وهذا ما يجعلني أتساءل هل بالفعل استفدنا من وجود هذه الظاهرة على أراضينا بصورة كاملة؟ للأسف الشديد نحن لم نصل إلى مرحلة الاستفادة الكاملة من وجود اللاعب على أراضينا وهنا يكمن التحدي في ضرورة الاستغلال الأمثل لهذه الفرصة الذهبية الاستثنائية، حيث إن التسويق فن استغلال كل فرصة ورونالدو فرصة صعب تكرارها مرة أخرى في الفترة المقبلة، لذلك علينا استغلالها بصورة قوية.