في مدينة بارما الإيطالية، التي تقع في الشمال، والمعروفة كرويًّا بفريقها العريق الذي يحمل اسمها، ولد ستيفانو بيولي في أكتوبر 1965، لأسرة تعشق الساحرة المستديرة مثل معظم العائلات الإيطالية، ليقرر سريعًا بالتنسيق مع والده تعلم هذه اللعبة ومحاولة بدء مسيرته من خلالها.
ويدين بيولي الذي أفصحت مصادر «الرياضية» الخاصة عن أنه سيتولى تدريب فريق النصر الأول لكرة القدم بالكثير إلى والده باسكويني، الرجل الذي أعطاه شعورًا بالأمان، وكان يعمل طوال حياته، من أجل أن يوفر المال الكافي لإعالة أسرته، كما أنه أكثر الأشخاص تشجيعًا له على دخول مجال كرة القدم، من خلال الوقوف إلى جانبه منذ أن كان ناشئًا.
ومن بين الأبطال في قصة حياة بيولي، توجد زوجته باربارا، الفتاة التي تعرف عليها للمرة الأولى منذ أن كان شابًا عمره 16 عامًا، ليقررا الارتباط سريعًا بقصة حب ثم زواج أسفر عن عائلة صغيرة، تكونت من ابنته كارلوتا وابنه جيانماركو.
وتحصل باربارا على جانب كبير في حياة ستيفانو بيولي، إذ هي المرأة التي تنظم جوانب أموره الشخصية، وتشجعه كثيرًا على الفصل بين العمل الرياضي والوجود بالقرب من أولاده وأحفاده.
وتحب كارلوتا، ابنة ستيفانو بيولي، كرة القدم كثيرًا وكانت تتابع مباريات ميلان، الفريق السابق لوالدها، حيث تعلق أطفالها الصغار بالفريق الإيطالي الذي كان يدربه جدهم، فيما عمل جيانماركو مع والده ضمن الطاقم التدريبي السابق لميلان، إذ تولى وظيفة محلل الفيديو داخل الفريق، طوال فترة وجود والده ستيفانو بيولي.
وبعيدًا عن حياة بيولي الشخصية والعائلية، بدأ ستيفانو مسيرته لاعبًا داخل أكاديمية نادي بارما، خلال الفترة من 1979 حتى 1982. وبسبب طوله الذي يصل إلى 185 سم، ووزنه 72 كجم، قرَّر مدربو بارما وضع بيولي في مركز قلب الدفاع الصريح، بسبب قوته حينها لاعبًا مع سرعته في التغطية.
وتدرج بيولي سريعًا من الناشئين إلى الفريق الأول لنادي بارما، إذ شارك في 42 مباراة خلال الفترة من 1982 حتى 1984، ليصبح مدافعًا معروفًا في الملاعب الإيطالية، ويحقق خطوته الأكبر بالانتقال إلى صفوف يوفنتوس عام 1984.
ومع يوفنتوس، فاز بيولي بـ4 ألقاب من بينها بطولة الدوري الإيطالي موسم 1985ـ1986، إضافة إلى بطولة دوري أبطال أوروبا، قبل أن يودع اليوفي عام 1987 بشكل نهائي.
وخلال الفترة من 1987 حتى اعتزاله عام 1999، ارتدى بيولي قمصان عدة أندية إيطالية من بينها هيلاس فيرونا، فيورنتينا، بادوفا، فيورينزولا، حتى اعتزاله كرة القدم لاعبًا مع فريق كولورنو.
وفور اعتزاله كرة القدم عام 1999، اتجه ستيفانو بيولي إلى مجال التدريب، ليتولى قيادة فريق بولونيا تحت 18 عامًا، ثم فريق كييفو فيرونا تحت 20 عامًا، حتى 2003.
وحصل بيولي على فرصة تدريب الفريق الأول للمرة الأولى عام 2003، حين تم تعيينه مدربًا لنادي ساليرنيتانا في دوري الدرجة الثانية الإيطالي، ثم انتقل إلى مودينا، في دوري الدرجة الثانية الإيطالي عام 2004.
وفي عام 2006، تم تعيين بيولي مدربًا رئيسًا لبارما، إلا أنه لم يستمر طويلًا لتتم إقالته بسبب سوء النتائج، قبل أن يعود من جديد إلى دوري الدرجة الثانية الإيطالي عبر بوابة نادي جروسيتو، ثم فريق بياتشينزا في موسم 2008ـ2009، وبعدها كييفو ثم باليرمو.
ولم يترك بيولي أي بصمة حقيقية مع تلك الأندية، كما لم يستمر طويلًا في تدريبها، حتى حصل على فرصته الحقيقية مع فريق بولونيا، خلال الفترة من 2011 حتى 2014. ونجح بيولي في قيادة بولونيا للبقاء في الدوري الإيطالي، لكنه لم يحقق أي بطولة تذكر، حتى رحيله بشكل رسمي.
وعرف بيولي الشهرة حين درب فريق لاتسيو، في 12 يونيو 2014، حين تم تأكيد تعيينه مدربًا جديدًا بدلًا من إدواردو ريجا. وفي موسمه الأول مع النادي، قاد لاتسيو إلى المركز الثالث في الدوري الإيطالي، قبل أن تتم إقالته عام 2016 بعد الخسارة أمام روما بنتيجة 1ـ4.
وقاد ستيفانو فريق إنتر ميلان خلال موسم 2016ـ2017، لكنه لم يستمر طويلًا إذ تمت إقالته في 9 مايو 2017. فاز إنتر بـ 12 من أصل 16 مباراة في الدوري الإيطالي، لكن حدثت سلسلة نتائج سلبية بدأت بتعادلين وخمس خسائر في آخر سبع مباريات بالدوري الإيطالي قبل إقالته.
ودرب بيولي فريق فيورنتينا بين عامي 2017 حتى 2019، قبل أن يقود ميلان خلال الفترة من 2019 حتى 2024. ومعه حقق لقبه الوحيد مديرًا فنيًّا، حين قاد الروسونيري إلى الفوز بالدوري الإيطالي في موسم 2021ـ2022.
وتحت قيادة ستيفانو بيولي، لم يهزم ميلان في 24 مباراة بالدوري، وهي أطول سلسلة له منذ عام 1993، كما وصل المدرب إلى 100 فوز معه في الدوري، ليصبح خامس مدرب يحقق هذا الرقم بعد كارلو أنشيلوتي وفابيو كابيلو ونيريو روكو ونيلز ليدهولم.
وفي مايو 2024، أعلن ستيفانو بيولي رحيله رسميًّا عن تدريب ميلان، ليبتعد بعض الوقت عن الملاعب قبل عودته خلال موسم 2024ـ2025، ليتولى تدريب النصر، خلفًا للبرتغالي لويس كاسترو.
تكتيكيًّا، يفضل بيولي اللعب بخطة 4ـ2ـ3ـ1 مع الفرق التي دربها سابقًا، كما أنه يحمل شهادة التدريب المعتمدة من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، وأدار 871 مباراة في مسيرته التدريبية، حقق خلالها 366 انتصارًا، وخسر 257، إضافة إلى 248 تعادلًا.