في حرب النجوم.. شرارة «جمرة غضى» تنتقل من العملاقين إلى داليا وعايض
ظلّت أغنية «جمرة غضى» متقدة إلى يومنا هذا ولم تؤثر فيها رياح التجديد الطربي أو عواصف التغيير الموسيقي، وصمدت عشبة الأثل بنيرانها وجمرها تضيء دروب العشاق ومتذوقي الكلمة واللحن والصوت، وأيضًا خلفت الجمرة ذاتها شرارة بين الراحل طلال مداح ومحمد عبده، عملاقي الأغنية السعودية، حول أحقية غنائها ولا تزال مشتعلة، على الرغم من رحيل كاتبها الأمير بدر بن عبد المحسن.
ولم يشفع رحيل صوت الأرض في انتقاده من رفيق دربه عندما تحدث عن مطبخه وقلل من أغنيته الشهيرة «وطني الحبيب»، قبل أن يعود ويعتذر، وقبلها انتقد المداح منافسه الأزلي في أكثر من لقاء تلفزيوني وصحافي، قبل أن يستدرك بأنه يمازحه.
في تلك الحقبة حرص الكثير من الصحافيين على تحريك المياه الراكدة بين المطربين أكثر من ملاحقة جديدهم على الساحة الفنية، فنشب خلاف بين عبد المجيد عبد الله وراشد والماجد، تلاه آخر بين خالد عبد الرحمن وأحلام، والأخيرة دخلت في مشادات عبر أوراق الصحف وشاشات القنوات مع الفنانتين نوال وأصالة، وسبقها خلافها مع فنان العرب محمد عبده، قبل أن يدخلا في دائرة الصلح ويهديها لقب فنانة العرب.
كان الوسط الإعلامي الفني يتغذى في تلك الحقبة على تلك الخلافات، فارتفعت مبيعات المجلات والصحف وزاد عدد الاتصالات المدفوعة في القنوات والمحطات الإذاعية، وأسهمت في تعزيز الحضور الفني للنجوم على الساحة الفنية حتى وإن لم تكن لهم أعمال جديدة، واتهم الصحافيون بأنهم من يشعل الشرارة ويؤججها، لكن الكثير منهم أكدوا في ذلك الوقت أنهم كانوا يؤدون مهنتهم فقط ولم يخرجوا الحديث من أفواه النجوم عنوة.
وتطورت وسائل الإعلام ودخلت في عالم «الرقمنة»، وواكبتها الخلافات بين النجوم ومعاركهم، لكن هذه المرة من دون تدخل صحافي، فأصبح الرد مباشرة بين النجوم وعبر حساباتهم الخاصة، ولا ينسى الجمهور أكبر تصادم فني بين النجمين الكبيرين رابح صقر وعبد المجيد عبد الله، وكتب الأول في تغريدة: «سؤال إلى جمهوري الحبيب والعزيز على قلبي، بما أنا عبد المجيد عبد الله لاغي متابعتي، وأنا جالس أتابعه الأفضل ألغي المتابعة ولا أستمر في متابعته، يهمني رأيكم»، تلك التغريدة استفزت عصفور الفن فتحول إلى نسر جارح فكتب: «بو صقر أنت حساس شوي كبر دماغك»، الصقر لم يفوتها ويكبر دماغه، فغرد عبر حسابه وكتب: «أكبر دماغي؟ يا ليت تخفف سوالف البويات بس»، بعد تلك التغريدة سبحة الخلافات انفلتت قبل أن يتدخل المستشار تركي آل الشيخ ويطفئ فتيل الحرب «السوشالية» بين النجمين.
لم تكن معركة رابح وعبد المجيد إلا نواة للكثير من المعارك الفنية التي لحقتها، لكنها لم تكن بضراوة زمن ما قبل السوشال ميديا وهدأت كثيرًا قبل أن يعيدها من جديد النجم عايض والنجمة داليا مبارك في تراشق عبر منصة «إكس» أحدث ردة فعل واسعة في الوسط الفني، واستغرب روداه تداول العبارات «المستفزة» بين النجمين وأمام الملأ.
من جهته، أكد عبد الرحمن الناصر، الناقد الفني، أن التراشق الإعلامي بين النجوم مؤسف، وقال لـ«الرياضية»: «النقاش الحاد بين الفنانين أمام الرأي العام مخجل، وتعدى الأمر تنافسية الفن، التي تدفع كل منهما في تقديم وتصحيح مساره الغنائي».
وأضاف: «ما حدث بين داليا مبارك والفنان عايض يوسف أمر غريب، لا سيما أن كل منهما يتمتع بالخبرة التي تجعله يتخطى كل إشكالية قد تصادفه، إضافة إلى أن لدى كل منهما شركة إنتاج رائدة، تساعد في حلول بعض الأخطاء».
وتابع الناصر: «حسب معرفتي وعلاقتي فيهما، أنهما يرتبطان مع بعض منذ أعوام، وتجمعهما الأخوة، واستغرب ما حدث لكن على ما يبدو أن مثل هذه الأخطاء الفادحة، قد تعيد المسار من جديد ويتعلمان من هذا الدرس، أن الفن «علم وأخلاق ونعم».
وأشار الناقد الفني الناصر إلى أن «هناك ندم حقيقة، وهو مؤشر جيد لفتح صفحة جديدة لا سيما وهي تنتظر إصدارًا جديدًا، لأن ما حدث أمام الرأي العام، من صراعات غير منطقية، أحد أسبابها الشحن الزائد من الجمهور، والنرجسية وعدم معرفة خصوصية منصات التواصل الاجتماعي».