|


أحمد الحامد⁩
أسماء على أشرطة الكاسيت
2024-09-23
* تعرَّفت على ألحان الموسيقار والفنان عبد الرب إدريس في الثمانينيات. حفظت الأغاني التي لحَّنها لكثرة استماعي لها. كان عبد الرب بوابةً كبرى من البوابات التي دخل منها عبد الكريم عبد القادر إلى تاريخ الأغنية الخليجية بوصفه واحدًا من كبارها، وتكفي ألحانه في أغاني «غريب وأنا رديت، وباختصار وردي الزيارة، وأعترف لك»، والأكثر من ذلك أن أعمال عبد الرب مع عبد الكريم أصبحت من معالم المرحلة الفنية الكويتية في السبعينيات والثمانينيات بشكلٍ خاصٍّ، والخليجية عامةً. في الماضي كانت أسماء الملحنين تُكتب على «الكاسيت»، هكذا تعرَّفنا عليهم، وحفظنا أسماءهم. شكَّل وجود أسمائهم على الأشرطة إنصافًا لهم، لأن الاسم يصل للمستمع دون عناء البحث عن الملحن. باب كلامي سببه أنني التقيت أحد الشباب من أصحاب الأذن النظيفة، وكان حديثنا فنيًّا، وعندما أشاد بأغاني عبد الكريم السبعينية والثمانينية، وعدَّدها لي، سألته إن كان يعرف ملحِّنيها، فأجاب بالنفي، ثم تفاجأ بأن أبرز أعمال عبد الكريم من ألحان عبد الرب إدريس. لو كان الشاب «السميع» في زمن «الكاسيت» لقرأ أسماء الملحنين المكتوبة في خانة الملحنين إلى جانب الشعراء.
* في بداية التسعينيات أقمت مدةً في نيوكاسل الإنجليزية، كان شتاءً أبيضَ، وكانت الثلوج كافيةً لأن أجد سببًا للبقاء في البيت أيامًا متواصلةً. كنت أسكن مع أحد أصدقاء الطفولة، الذي كان يدرس في جامعة نيوكاسل. جئت محمَّلًا بأشرطة الأغاني الخليجية، وجاء هو بحقائبه، وصندوقٍ، ملأه بأشرطة فيروز وعبد الحليم. هناك وعندما كنت أقلِّب أشرطة فيروز، وأقرأ أسماء الملحنين، اكتشفت أن أشهر أغانيها من ألحان فيلمون وهبي، وليست من ألحان الرحابنة. كان اسمه قد مرَّ علي دون أن أتوقف عنده. كان في مخيلتي أن أساس شهرة الرحابنة قائمٌ على أن فيروز الأسطورية نتاجٌ رحباني خالصٌ. إليكم بعض ألحان فيلمون وهبي مع فيروز «يا مرسال المراسيل، طيري يا طيارة، جايبلي سلام، فايق يا هوى، يا دارة دوري فينا، من عز النوم، يا ريت منن، أسامينا، طلعلي البكي» . لا من الإنصاف ولا من العدل أن نجمع الرحابنة بفيروز دون أن نجمع معهم فيلمون وهبي. هو بلا شك الشريك الثالث.