تعلمت من الحياة عدة معادلات، تعلمتها بالطرق الصعبة للأسف، وليس من خلال القراءة والاعتبار من تجارب الآخرين، لكن المعادلة الأكثر أهمية مما تعلمته أن لا شيء في الحياة دون مقابل، عليّ أن أكون محترمًا لكي أكسب احترام الآخرين، وصادقًا لأكسب ثقة من حولي، وصبورًا وفيًا لأحافظ على صداقاتي، هذه بعض الأثمان التي يدفعها الإنسان للحصول عليها، وهي بالطبع ممكنة لكنها ليست سهلة وإن بدت أنها سهلة.
لم أُجد الإنجليزية بصورة جيدة لأنني لم أدفع ثمن تعلمها بالمذاكرة والمراجعة، وخسرت صداقة أشخاص لأنني لم أدفع ثمن التواصل والاهتمام بهم. الحياة قد تمنح الفرص لكنها لا تمنح الهبات، حتى للفرص هناك مقابل علينا أن ندفعه هو حسن استغلالها وعدم هدرها. المؤسف أن حتى بعض ما نحصل عليه من تقدم العلم يتطلب منا ثمنًا يجب دفعه، التطور التقني اختصر لنا عدة أجهزة في جهاز الجوال، هو جهاز اتصال وكاميرا تصوير وساعة رقمية وصحف وكتب ومكتبة وألبوم صور وآلة تسجيل، وبريد وبث مسموع ومرئي، ومواقع تسوق وألعاب لا حصر لها، بالإضافة لآلاف التطبيقات المختلفة، لكننا ندفع مقابل وجود هذا الجهاز السحري وقتنا الذي لا يعوّض، صار التصاقنا فيه شديدًا، أخذ منا أوقاتًا كانت للعائلة والأصدقاء ولأنفسنا، يصف بعض المختصين علاقتنا بجوالاتنا بالإدمان الشديد. لا أعرف تحديدًا إن كان هذا التطور التقني كسبًا للبشرية في ظل آثاره الأسرية والاجتماعية، نحن حصلنا فعلًا على هذه الخدمات لكن المؤكد أننا دفعنا مقابلًا كبيرًا لها.
في الشتاء الماضي تلقيت دعوة غريبة من أحد الأصدقاء، قال إنه يقيم حفل عيد ميلاد لنفسه، داعيًا للحفل مجموعة من الأصدقاء المشتركين، كان الغريب في دعوته أنه اشترط أن نطفئ جوالاتنا طوال وجودنا في الحفل. قبلنا جميعًا شرطه، كنا نعلم أنه يريد أن نجتمع على وليمة لا أكثر، لأنه آخر شخص قد يقيم لنفسه حفل عيد ميلاد. كان يقف عند الباب ويراقب عملية إطفاء الجوال، وتفاجأنا أنه حضّر لنا مجموعة الألعاب الشعبية لنلعبها سويًا، ولا أذكر أنني لعبت واستمتعت وضحكت كما تلك الليلة منذ سنوات طويلة جدًا، حتى علاقتي ببعض الموجودين أصبحت أقرب وأقوى.
عندما غادرت وفتحت الجوال لم أجد رسالة مهمة، ولا مكالمة طارئة، ولم يفتني شيء مهم من هذا العالم.
لم أُجد الإنجليزية بصورة جيدة لأنني لم أدفع ثمن تعلمها بالمذاكرة والمراجعة، وخسرت صداقة أشخاص لأنني لم أدفع ثمن التواصل والاهتمام بهم. الحياة قد تمنح الفرص لكنها لا تمنح الهبات، حتى للفرص هناك مقابل علينا أن ندفعه هو حسن استغلالها وعدم هدرها. المؤسف أن حتى بعض ما نحصل عليه من تقدم العلم يتطلب منا ثمنًا يجب دفعه، التطور التقني اختصر لنا عدة أجهزة في جهاز الجوال، هو جهاز اتصال وكاميرا تصوير وساعة رقمية وصحف وكتب ومكتبة وألبوم صور وآلة تسجيل، وبريد وبث مسموع ومرئي، ومواقع تسوق وألعاب لا حصر لها، بالإضافة لآلاف التطبيقات المختلفة، لكننا ندفع مقابل وجود هذا الجهاز السحري وقتنا الذي لا يعوّض، صار التصاقنا فيه شديدًا، أخذ منا أوقاتًا كانت للعائلة والأصدقاء ولأنفسنا، يصف بعض المختصين علاقتنا بجوالاتنا بالإدمان الشديد. لا أعرف تحديدًا إن كان هذا التطور التقني كسبًا للبشرية في ظل آثاره الأسرية والاجتماعية، نحن حصلنا فعلًا على هذه الخدمات لكن المؤكد أننا دفعنا مقابلًا كبيرًا لها.
في الشتاء الماضي تلقيت دعوة غريبة من أحد الأصدقاء، قال إنه يقيم حفل عيد ميلاد لنفسه، داعيًا للحفل مجموعة من الأصدقاء المشتركين، كان الغريب في دعوته أنه اشترط أن نطفئ جوالاتنا طوال وجودنا في الحفل. قبلنا جميعًا شرطه، كنا نعلم أنه يريد أن نجتمع على وليمة لا أكثر، لأنه آخر شخص قد يقيم لنفسه حفل عيد ميلاد. كان يقف عند الباب ويراقب عملية إطفاء الجوال، وتفاجأنا أنه حضّر لنا مجموعة الألعاب الشعبية لنلعبها سويًا، ولا أذكر أنني لعبت واستمتعت وضحكت كما تلك الليلة منذ سنوات طويلة جدًا، حتى علاقتي ببعض الموجودين أصبحت أقرب وأقوى.
عندما غادرت وفتحت الجوال لم أجد رسالة مهمة، ولا مكالمة طارئة، ولم يفتني شيء مهم من هذا العالم.