|


أحمد الحامد⁩
لا أفلام في الطائرات الجديدة
2024-09-26
باتت مقولة الصناعة الصينية قادمة شيء من الماضي، الصين اليوم موجودة في كل مكان، حتى في الدول التي يزعجها التفوق الصيني وتعمل على تبطئته لا تستغني عن الصناعات الصينية. الجهاز الذي أكتب فيه صناعة صينية وإن كانت علامته أمريكية، والشاحن الذي يشحنه صيني، والغلاف الجلدي على الجهاز صيني، كوب القهوة الزجاجي الذي أشرب منه صيني، والملعقة صينية، وإذا كانت أمريكا تبتكر وتصنع في الصين، فإن الصين باتت تبتكر وتصنع وتنتج لكل العالم. ما فعلته الصين أنها بدأت كمقلدة مثلها مثل أصحاب المواهب الجديدة، يبدؤون وهم متأثرون بمن سبقهم، ثم يستقلون بموهبتهم. الصناعة الصينية طبقت المقولة الشعبية «جينا نطل وغلبنا الكل» وأنا من الجيل الذي يتذكر البدايات الصينية، وكيف أن ثقتنا حينها في صناعاتهم كانت ضعيفة، كانوا كما يقال يتعلمون «برؤوسنا» مثلما يفعل الحلاقون الجدد عندما يتعلمون برؤوس زبائنهم، لكنهم سرعان ما يتعلمون ويصبحون محترفين. آخر ما قرأته عن التقدم الصيني أنها ستلغي مفهوم السفر الجوي الذي نعرفه، وأنها أنتجت محركات طائرات تصل سرعتها ما لا يصدقه العقل، تخيلوا أن طائرة الكونكورد التي كانت سرعتها 2 ماخ وهي الطائرة المدنية الأسرع ستصبح بطيئة ومتخلفة أمام سرعة الـ 16 ماخ الصينية. ولتقريب لصورة أكثر إليكم هذا الحساب. زمن الرحلة بين لندن ونيويورك في الطائرة المدنية العادية 7 ساعات، لكنها في الكونكورد كانت 3.5 ساعات. أما في المحركات الصينية الجديدة ستبلغ الرحلة 17 دقيقة فقط!، تخيلوا أننا في المستقبل سنستطيع السفر من الرياض إلى لندن في 17 دقيقة، أي أن زمن الرحلة أقصر من الزمن الذي يتطلبه شحن الحقائب والوصول إلى بوابة الصعود للطائرة!. لست متأكدًا إن كان الإعلان الصيني عن محركات الطائرات واقعيًا وعمليًا للمسافرين، المحركات الجديدة تعمل بالانفجار الداخلي وهو ما يجعل من سرعتها أشبه بالصواريخ الحربية فائقة السرعة. بالنسبة لي لن أسافر في الطائرات الصينية لأنها سريعة جدًا، وزمن الرحلة قصير، مما لا يمكني من ممارسة هوايتي في مشاهدة الأفلام على متن الطائرات!.
* جورج جيرشوين: الحياة تشبه إلى حد كبير موسيقى الجاز، تمنحنا أفضل ما لديها حين نمارسها بارتجال.