|


أحمد الحامد⁩
كلام ويك إند
2024-09-27
ـ لا أحب الغشاشين، أرى أنهم ضعفاء جدًّا، ومحدودون جدًّا، وقسوتهم من ضعف لا من قوة. لهذه الأسباب اعتبرت بعض الشركات العالمية الغشاشة ذات الدخل الملياري ضعيفة في حقيقتها، لأن مجرد وجود الغش يعني أن بعض أساسها هش. من الضحك الساخر أن تضحك من شركة تصنع أجهزة جوالات وتربح أرباحًا خيالية ثم تجدها تتحايل على الزبائن. تتساءل في نفسك: لماذا يغش الغشاش طالما أن بإمكانه تحقيق الأرباح بالصدق والأمانة؟ فكرت في إجابة السؤال ولم أصل لإجابة مقنعة، لكنني تذكرت قول أحد الأصدقاء عندما قال إن أرباح بعض الشركات الغشاشة تتجاوز بكثير قيمة المخالفات التي تدفعها على غشها لزبائنها.
كتابتي في هذا الشأن محاولة يائسة للانتقام من شركة شهيرة تصنع الجوال والآيباد، لأن الآيباد عندي صارت بطاريته تنخفض بسرعة شديدة، الشركة تتعمد هذا الخلل لأشتري منها جهازًا جديدًا، لن أشتري منها.. سأشتري من الشركة المنافسة، وأفضّل أن أكون ضحية جديدة للشركة المنافسة وليس للشركة القديمة، لأنني أعمل بطريقة الحكمة التي تقول «ليس الغباء أن يغشك أحدهم مرة واحدة، بل الغباء أن يغشك مرتين».
ـ أرغب بالكتابة عن كرة القدم، ولا أشعر أنني سأكتب بقلم يميل لفريق معين، لأنني أحب كرة القدم أكثر من الأندية، لكنني في كل مرة أختار الابتعاد، لأن القارئ الرياضي يقرأ بعيون العاطفة، ويرفض ما لا يوافق عاطفته. القلة فقط من تجنب عاطفتها عندما تقرأ في كرة القدم. الكتابة الرياضية أشبه بمحاولة قول رأيك على شخص غاضب، وبغض النظر إن كان الرأي صائبًا أو خاطئًا فإن القارئ العاطفي لا يكون في الحالة الأفضل للتفكير فيما تقول، ويستمر بالدفاع عن فريقه، ظنًا أنك لا تحب فريقه أو تتقصد الإساءة. العاشق كذلك، لا يمكن أن تقول له شيئًا لا يعجبه عن معشوقته، هو يراها دائمًا أجمل الجميلات، وأحكم الحكيمات، وإذا ما أخطأت فالسبب ليس منها، ربما الظروف أو ظلم الآخرين. الواضح لي أن الكتابة في كرة القدم مثل الطريق الممتلئ على جانبيه بالألغام، تتبنى انفجاراتها الجماهير، وإذا ما هادنك جمهور فإنها هدنة مؤقتة، تُلغى بمجرد أن تكتب رأيًا لا يوافق هوى قلوبهم. مع كل ذلك لدينا كتّاب رياضيون أقل ما يقال عنهم إنهم أدباء كبار، يكتبون بلغة لا تقل مهارة عن مهارات أفضل اللاعبين.