|


محمد البكيري
«اللي يزعل.. يزعل»
2024-10-01
طوال مسيرتي الإعلامية التي قاربت الـ 30 عامًا، لم يتعرض نجوم نادي سعودي للإجحاف وعدم الإنصاف، مثل ما تعرض له نجوم نادي الشباب، وإلى اليوم.
دومًا نجوم هذا النادي العريق، أول أندية الرياض تأسيسًا، تحت مقصلة الإقصاء أو التهميش، لم يأخذوا حقهم الفني في ارتداء قميص المنتخب الوطني، ولم يحظوا بالحفاوة الإعلامية اللائقة بعطائهم ومنجزاتهم، في الوقت الذي كان البعض من أنصاف النجوم في أندية أخرى يتقلبون في ذلك النعيم، لمجرد أنهم محسوبون على هذا أو ذاك النادي النافذ إعلاميًا وجماهيريًا، وربما أكثر!.
منذ أن أعاد جيل التسعينيات بقيادة فؤاد والعويران والرومي والزيد والمهلل ورفاقهم إحياء المارد الشبابي للسيطرة على البطولات «بطل الدوري 3 سنوات متتالية» إلى جيل الألفية الفخم بقيادة عيال عطيف والشمراني ورفاقهم، أو الجيل الذي تلاهم، قدموا كل ما يستحق من مهر للعب في المنتخب الأول، فكانت المجاملات تقذف بهم بعيدًا عنه، أو يوضع في الدكة «من يتذكر حديث ناصر الشمراني هدّاف الشباب والدوري موسمين. غاضب من عدم مشاركته!»، أما إعلاميًا.. ستجد أن معظم نجومه من شدة عتمة تجاهلهم لملموا تاريخهم وكرامتهم بعد الاعتزال، وانزووا حد الاختفاء. بعضهم قاوم، ثم انطفأ كمصابيح السفن وسط الموج.
جميع نجوم الشباب أثناء ارتداء القميص الأبيض والأسود قاتلوا لإثبات نجوميتهم، وحتى بعد ترجلهم من الملاعب، ما زال من هو منهم تحت الأضواء يقاتل لانتزاع وجوده وقناعته وتوجهاته الكروية، وسط هواء الطواحين الإعلامية والجماهيرية الكبرى لقطبي العاصمة الهلال والنصر!.
قدر شيخ أندية الوسطى الشباب بنجومه وإنجازاته أنه وقع بين هاتين الكتلتين، يظل يقاوم كنادٍ وإدارة ولاعبين وجمهور، محاولًا البعض طمس هويته المستقلة، وشدها بتيار أزرق أو أصفر، أو إعلان الحرب عليهم!.
الشبابيون الحديثون. باتوا يفهمون لعبة هذه التجاذبات، ويفرضون شروطهم فيها، وينتزعون من خلالها مصالحهم على طريقة: «اللي يزعل.. يزعل» وهو ذكاء يحسب لهم.