|


أحمد الحامد⁩
ذكاء.. ومظلّة
2024-10-02
أخونا الذكاء الاصطناعي طلع «نصّاب» وغير أمين. اكتشفت أن مجموعة من التطبيقات الشهيرة مثل شات جي بي تي، وجيمني تطبيقات «لعّابة»، ولا تعطيك بعض المعلومات على طبيعتها، بل تبدل فيها إذا أرادت، وأنها مبرمجة على بعض الأجوبة التي يريدك صنّاع التطبيق أن تقرأها، لأنها تعبر عن رأيهم. طوال ظهور ما يسمى بالتطبيقات المجانية وأنا مستغرب من كونها مجانية في عالم الشركات التي تود لو احتكرت الهواء لتبيعه علينا. حتى عندما ظهر جوجل كخدمة مجانية تساءلت: لا يمكن أن تقدم شركة تجارية خدمات مجانية، فهمت بعد فترة أننا كمستخدمين لنا قيمة مالية وتبيعنا جوجل لشركات الإعلان. بالنسبة لي لا أعتقد أن شركات الإعلان ستستفيد مني إذا اشترتني، لأني لست ممن يشترون من الإنترنت، ما زلت تقليديًا وأحب رؤية المنتج بنفسي قبل شرائه، ومازلت لغاية الآن أستغرب ممن يشتري عطرًا من موقع إلكتروني قبل أن يتعرف على رائحته ويختبره على يده وملابسه. أغرب ما قرأته عن الذكاء الاصطناعي الذي يفسر ظهور الإعلانات بعد أن نتكلم عنها أو نفكر بها هو أن الذكاء الاصطناعي يحلل أفكارنا فيتنبأ بما نفكر فيه أو نتحدث عنه، ثم يُظهر لنا المنتجات التي فكرنا بها أو تحدثنا عنها! برأيكم تحليل وألا يسمعونا؟.
* عندما بدأت بقراءة الصحافة الأوروبية وجدت أنها تهتم بأخبار الطقس بشكل عجيب مثل «غدًا الأكثر برودة منذ 40 عامًا». وعندما يأتي الغد تجد أن اليوم الأكثر برودة من أربعين عامًا لا تشعر أنه اختلف عن اليوم الذي سبقه. الأمر نفسه في فصل الصيف، في كل موسم صيف تقرأ عن اليوم الأكثر سخونة للعام أو منذ 70 أو 30 عامًا. الأوروبيون يتحدثون عن الطقس بشكل يومي، وهو من أول المواضيع التي يفتحها معك الجيران أو الذين تلتقيهم صدفة وتتبادل الحديث معهم. اليوم عندما أفكر بالسبب الذي جعلهم يولون الطقس أهمية وكأنهم يكتشفون طقسهم لأول مرة، وجدت أن الصحافة هي من صنعت لهم هذا الاهتمام، لأنها تهتم بتفاصيله وتصنع لهم قصصه، مثلما صنعت الكثير من القصص عن شعوب العالم غير الأوروبية. قد أكون من أكثر الأشخاص الذين لسعهم البرد الأوروبي لأني تركت متابعة الطقس، وأكثر من ابتلت ملابسه ووقف تحت سقف أو شجرة متحاشيًا المزيد من المطر، وعندما كبرت وصرت أكثر تعقلًا صرت أحمل مظلة معي بشكل دائم. بالمناسبة.. أنا أيضًا أكثر شخص أضاع مظلته أو نسيها في مقهى أو على كرسي قطار.