|


لندن عكّرتها و«روشن» ساحتها الجديدة.. علاقة متوترة بين ميترو وتوني

القاهرة ـ أحمد مختار 2024.10.03 | 03:18 pm

لا تعرف مدينة لندن الملل، كما يردِّد عشّاقُها، ويشمل ذلك مناحي حياتية عدّة وينسحب على كرة القدم، التي تعدُّ العاصمة البريطانية أحد معاقلها العريقة في أوروبا والعالم. هي كرويًّا مدينة الديربيات التي يصعب حصرُ عددها دون العودة إلى أداة البحث «جوجل». ديربياتٌ على مستوى المدينة عمومًا، مثل قمة أرسنال وتشيلسي، وأخرى مناطقية ربّما تكون أكثر إثارةً، مثل ديربي شمال لندن بين توتنهام هوتسبير وأرسنال. وهناك أيضًا ديربي غرب المدينة بين فولهام وبرينتفورد، الذي أشعله، خلال موسم 2022ـ2023، سباقٌ على إحراز الأهداف، وجدلٌ حول تشابُه طريقة الاحتفال بها، بين نجمين وصلا لاحقًا إلى دوري روشن السعودي، الصربي ألكسندر ميتروفيتش، مهاجم الهلال منذ صيف 2023، والإنجليزي إيفان توني، المهاجم المنضم أخيرًا إلى الأهلي.
ولم يلعب الديربي بين فولهام، فريق ميتروفيتش السابق، وبرينتفورد، فريق توني السابق، على صعيد الدوري الإنجليزي الممتاز «البريميرليج» إلا بدءًا من موسم 2022ـ2023.
قبل ذلك بنحو 7 أعوام، تزامل الهدّافان في مدينة نيوكاسل شمالي إنجلترا. تعاقد معهما نادي نيوكاسل يونايتد صيف 2015، واعتمد فريقُه فورًا على ميتروفيتش، الذي بدت مشاركتُه المستمرة أحد أسباب حرمان توني من اللعِب. أصبح الصربي أحد أهم عناصر الفريق الأسود والأبيض، وخرج الإنجليزي معارًا للحصول على دقائق، وفي 2018 رحلا عن النادي، الأول أعير ثم بيع إلى فولهام، الطموح الذي عاد آنذاك إلى «البريميرليج»، والثاني بيع إلى بيتربوروه يونايتد في «الليج وان»، ثالث درجات سلم الكرة الإنجليزية.
ولمّا صعد برينتفورد إلى الدوري الممتاز للمرة الأولى صيف 2021، هبط فولهام مُجدّدًا إلى «التشامبيونشيب»، لذا تأجّلت المواجهة بين زميلَي غرفة ملابس نيوكاسل يونايتد إلى موعدٍ لاحق حدّده موسم 2022ـ2023 الذي سجَّل عودة فريق ميتروفيتش في ظل استمرار فريق توني، وبالتالي لُعِب ديربي غرب لندن للمرّة الأولى في «البريميرليج» الذي استُحدِث عام 1992.
في دور الذهاب، تقدم فولهام، صاحب الأرض، بهدفين، وانتفض برينتفورد وعادل النتيجة، وأدّى توني، بعدما أحرز الهدف الثاني، احتفالية «المجنون»، التي تُعدّ المفضّلة بالنسبة إلى ميتروفيتش. وقبل صافرة ختام الديربي، انقض العملاق الصربي على كرة عرضية وأسكنها برأسه في الشباك معلنًا عن فوز فريقه، 3ـ2. لكنه ووسط فرحته العارمة لم ينس ما فعله توني، وقال في تصريحٍ بعد المباراة «لقد كان يلعب معي في نيوكاسل يونايتد وكنّا أصدقاء، كل لاعب لديه شخص يتطلع إليه، وبالنسبة لي مثلي الأعلى آلان شيرار، ويبدو أنني المثل الأعلى لتوني». كان تصريحًا استفزازيًّا، وكأن ميتروفيتش يقول للمهاجم الإنجليزي بشكل غير مباشر لا تحتفل ثانيةً على طريقتي. لكن هداف برينتفورد تجاهل التعليق عبر الإعلام، وردَّ في الميدان عبر ديربي الدور الثاني عندما قاد فريقه إلى الانتقام والفوز 3ـ2، تحت أنظار ميتروفيتش، الذي غابت أهدافه هذه المرة. وأحرز توني هدفًا من ركلة جزاء وكرّر احتفالية «المجنون»، ليشتعل الغضب بين مشجعي الفريق الضيف، الذين هاجموا اللاعب واتهموه بالسعي مُجدّدًا إلى استفزاز نجمهم.
وليس معروفًا من أول لاعبٍ أطلق هذه الاحتفالية، لكن الإيطالي لوكا توني، المهاجم الذي اعتزل عام 2016، اشتهر كثيرًا بها، وكان بعد إحراز أي هدفٍ يرفع إحدى يديه إلى جوار أذنه القريبة ويُحرِّك أصابعه، بطريقةٍ ارتبطت بالجنون، وكأنه يقول لزملائه «هل تصدّقون ما فعلتُه للتو؟».
ومع استمرار صفقاته العالمية، للصيف الثاني على التوالي، سيكون دوري روشن السعودي الساحة الجديدة لصراع الأهداف والاحتفالات بين صديقي الأمس ميتروفيتش وتوني.


لندن عكّرتها و«روشن» ساحتها الجديدة.. علاقة متوترة بين ميترو وتوني