|


أحمد الحامد⁩
العالم الذي نعيش
2024-10-04
ـ مقال اليوم لدراسات وأخبار العالم الذي نعيش، العالم الذي لم نعتد أن تكون عناوينه الرئيسية الاكتشافات الجديدة، ولا آخر الأدوية التي تنتصر للإنسان في معاركه ضد الأمراض.
نحن لا نعرف من ابتكر مئات الأدوية، لكننا نعرف من صنع بندقية الكلاشنكوف «ميخائيل كلاشنكوف»، وأشهر ابتكارات ألفريد نوبل التي نعرفها هي الديناميت، مع أنه كان روائيًا وشاعرًا وكاتبًا مسرحيًا.
سأذهب بعيدًا عن عناوين الحروب المزعجة وأذهب لأخبار التقنية.
آخر ما قرأته أن الذكاء الاصطناعي سيخلد أصوات المغنيين الراحلين، وأن ورثة الفنانين بدؤوا بالحصول على الأموال مقابل استخدام أصوات المغنيين في أغانٍ جديدة. أي أننا سنستمع لمايكل جاكسون وألفيس بريسلي على سبيل المثال في أغان جديدة، بالمناسبة كان مايكل جاكسون مديونًا بـ 500 مليون دولار عند رحيله، لكن ورثته حصلوا على 2 مليار دولار بعد استخدام أغانيه وموسيقاه في مسرحيات غنائية!
ليس ورثة المغنيين فقط من حصلوا على الأموال بل حتى ورثة الممثلين من أصحاب الأصوات الجميلة في القراءة، فقد استخدمت أصواتهم في الكتب المسموعة، وصارت كنزًا للورثة. أتمنى أن يحدث ذلك في عالمنا العربي شرط أن تكون الحقوق محفوظة، ولا أعتقد أنها محفوظة على اليوتيوب للآن لأنني سمعت أم كلثوم في أغنية جديدة وهي تغني: أنا مش عارفني.. أنا تهت مني!
ـ أساس الرياضة هو الروح الرياضية، أي تقبّل الخسارة وعدم «التفشخر» بالفوز. هذا هو الأساس الذي تعلمناه، ولكن ومنذ تحول كرة القدم من لعبة كل الشعوب بما فيهم البسطاء إلى لعبة تدر المليارات والروح الرياضية أصبحت روح قتالية، ألا تخسر لأن الخسارة قد تمنعك من الفوز بالدوري وبالتالي خسارة جائزة الفائز بالدوري، وألا تخسر كثيرًا لكي لا تخسر المشاركة في البطولات الخارجية.
أصبحت أندية كرة القدم أشبه بالشركات التجارية التي تحسب أرباحها وخسائرها المالية كل عام، وكم ربحت عندما باعت اللاعب الفلاني وكم خسرت عندما باعت اللاعب الفلاني! كل هذا التحول شكل ضغوطًا على اللاعبين، فالمهاجم الذي لا يتوفق في تسجيل هجمة في مباراة مهمة قد ينزل سعره كثيرًا، والمدافع الذي يتجاوزه مهاجم مسجلًا هدفًا قد يخسر مركزه، ويخسر بذلك الملايين التي كانت تنتظره في المستقبل.
آخر ما تسببت فيه هذه الضغوطات هو ما حدث في مباراة بريكستون وبلاكبيرن في دوري الدرجة الأولى الإنجليزي عندما «عض» ميلتون أوسماجيتش منافسه أوين بيك في أسفل رقبته عندما كان يحاول تجاوزه ! لن أعطي ميلتون درسًا في الأخلاق الرياضية، فربما لو كنت مكانه لعضضت أوين في رقبته وركبته، المسألة فيها ملايين والفلوس تغير النفوس.