|


د. حافظ المدلج
اللعبة الذهنية
2024-10-04
في 19 أكتوبر 2019، كتبت مقالًا بعنوان "تخدير الهلال" بعد فوزه في نصف نهائي دوري أبطال آسيا على السد القطري في الدوحة ذهابًا برباعيةٍ مقابل هدفٍ، وكان الغالبية حينها يتكلمون عن النهائي، وكأنَّ "الهلال" تجاوز موقعة الإياب! وكاد ما حذَّرت منه أن يقع حين سجل "السد" ثلاثة أهدافٍ في خمس دقائق مجنونةٍ! وكلنا يتذكَّر كيف تأهل ممثلنا بصعوبةٍ، ليحقق بعد ذلك البطولة "المستعصية"، وتحدَّثنا حينها عن "The Mind Game"، أو "اللعبة الذهنية".
اليوم تتكرَّر مقولاتٌ كثيرةٌ، يردِّدها مدربون وإعلاميون وجماهير حول أن "المكان الطبيعي للهلال هو أوروبا"! في تأكيدٍ على تفوُّقٍ مطلقٍ للزعيم على بقية فرق القارة. الخطر سيكون كبيرًا إذا صدَّق نجوم "الهلال" تلك المقولات، وتغلغلت الفكرة في رؤوسهم، فعندها سيفرطون في الثقة، وسيخسرون عديدًا من المباريات، لأن التوافق الذهني العضلي، تؤثر به "اللعبة الذهنية".
دخول نجوم "الهلال" أي مباراةٍ، وهم واثقون من تجاوز المنافس قبل بدايتها، سيؤثِّر حتمًا في تعاملهم مع أحداثها، وسينتج عن ذلك ضياع كثيرٍ من الفرص، وارتكاب عديدٍ من الأخطاء التي يترتَّب عليها فقدان الأعصاب، والحصول على البطاقات الملوَّنة، وقد رأينا ذلك في لقاء "ريال مدريد"، زعيم أوروبا وإسبانيا، أمام "ليل" الفرنسي، فعلى الرغم من الفوارق التاريخية والعناصرية إلا أن المغمور الفرنسي، فاز على أفضل فريقٍ في التاريخ بسبب "اللعبة الذهنية".
إن الحالة الذهنية التي يدخل بها أي فريقٍ أرض الملعب، تؤثِّر بشكلٍ كبيرٍ في نتيجتها مهما كانت الفوارق بين الطرفين، لذا نؤكد دومًا على ضرورة "احترام المنافس"، وعدم "الإفراط في الثقة"، لأنهما عنصران أساسيان في تعظيم فرص الفوز بالمباريات، والشواهد كثيرةٌ على فرقٍ كبيرةٍ، خسرت بسبب إهمال هذين العاملين، ما يؤكد أهمية "اللعبة الذهنية".
تغريدة tweet:
"الهلال" محظوظٌ بوجود إداري محنَّكٍ مثل "فهد المفرج"، يستطيع السيطرة على التوازن الذهني للنجوم، فيلعبون بثقةٍ دون الإفراط فيها، لكنْ كثرة المتحدثين عن تميُّز "الزعيم" قد تؤدي إلى تغلغل فكرة "الهلال الأوروبي" في أذهان النجوم، فتؤثر فيهم سلبيًّا، ويخسرون مثلما خسر "ريال مدريد". وعلى منصات الوعي نلتقي.