|


محمد البكيري
«أعطونا حلاوة»
2024-10-08
تخيل نفسك داخل سيارتك، عالق في زحمة تقاطع شارع رئيس، المسارات مليئة بالسيارات، الجو خانق، الوجوه مكفهرة، وأنت ورطان بوقت اجتماع مصيري.
فرصتك، مخرج ضيق، تغلقه شاحنة، لا بد من تجاوزها.
والفرصة إن لم تستغلها أوجعتك!.
هكذا أشبّه حال منتخبنا الكروي الأول، جهاز فني وإداري ولاعبين. وهم ذاهبون لمواجهة «شاحنة» منتخب اليابان غدًا، موقف لا نحسد عليه، ليس لأننا أضعف منهم، هذه حقيقة نسبية، لكن لو فعلًا كنا نؤمن فقط أنهم شاحنة، ونحن مجرد سيارة ضئيلة عاجزة عن المواجهة والعبور بأقل أو أكثر ما في الفرصة.
لا أدري لماذا تذكرت في عدة مناسبات قارية أننا لم نكن الأفضل، إعلام وجمهور وحتى المسؤول قلقون مثل ما نشعر به الآن، لكن حقيقة كنت أرى وأسمع من نجوم ذلك الجيل أثناء وجودنا معهم في بهو الفندق، كيف يشدون أزر بعضهم، ويذكرون بعض بأن جمهور وطن ينتظرون فرحة منهم، ثم يحدث ما تعاهدوا عليها من انتصارات أو تحقيق إنجازات سعودية.
لذا من حقنا أن أتخيل نجوم منتخبنا وهم يجتمعون بشكل خاص في إحدى غرف اللاعبين، بطلب من كابتنهم، ويتعاهدون على الفوز، أشعر أننا بتنا مؤخرًا نفتقد لهذه المواقف والأجواء!.
رأيي، أن توسع الكتلة العددية للمحترفين الأجانب في فرقنا، لم يؤثر فقط على فرص مشاركة أكبر عدد من المحترفين المحليين. بل على روحهم التي كانوا يحملونها كأكثرية في التشكيل الأساسي، وتلعب دورًا بطوليًا.
لذا تحسنت العديد من المنتخبات العربية الآسيوية على المستوى القاري، منتخب الأردن مثالاً، بسبب تلك الروح القتالية التي لم ينتزعها انتشار المحترفين في دوريهم بعد.
اليوم وإلى نهاية التصفيات قضيتنا ليست الإيمان بقدرات المدرب الإيطالي مانشيني، الغير مقنع إلى الآن، لانتشالنا من مأزق التصفيات، بل يقين لاعبينا بأنفسهم وإمكانياتهم بأن لديهم أفضل ما يقدمونه لنا كرويًا من أداء وحلاوة روح الأخضر زمان، أمام جمهورهم الحاضر حولهم في الجوهرة، أو يتابعهم في كافة المدن والقرى خلف الشاشات.