|


أحمد الحامد⁩
العالم الذي نعيش
2024-10-09
* مقال اليوم من أخبار ودراسات العالم الذي نعيش، العالم الذي يتغير أسرع مما توقعت، كان عليه أن يستشيرني كوني واحد من الذي يعيشون فيه، قد لا أرغب بكل هذه التقنيات التي لا تتوقف، قد لا يصلح لي العيش مع أجهزة إن تعطلت أو فقدتها تعطلت أنا معها. حياتنا اليوم متصلة ببطارية الجوال، إن فرغت لن نستطيع الاتصال ولا الشراء ولا طلب سيارة أجرة ولا القراءة ولا الوصول لأماكننا، لأننا منذ اعتمادنا على خرائط جوجل لم نعد نحفظ الطرق. بصورة أخرى ارتبطت طاقتنا ببطارية الجوال، وعلى إنسان اليوم أن يشحن جواله قبل أن يشحن نفسه بالمعنويات. الحقيقة التي لم أستطع التغافل عنها أن التغيير التقني الكبير لم يناسب جزءًا من سكان العالم ممن ولدوا قبل خمسين وستين عامًا، هؤلاء الذين يستصعبون التعامل مع التقنية، وأنا واحد منهم. أبدأ بآخر ما توصل له العلماء من فنون وجنون، فقد اكتشفوا حبة صغيرة تعوض الإنسان عن الفائدة التي يمنحها لك المشي والركض، كل ما علينا أن نبلع الحبة لنحصل على فائدة رياضة الركض ونحن جالسون، أو ونحن نائمون إذا بلعنا الحبة قبل النوم!. العلماء الدنمركيون قالوا إن تجاربهم الناجحة أجروها على الفئران، ويعتقدون أن الحبة الرياضية في طريقها للبشر. قالوا إنها مخصصة للمصابين بأمراض القلب الذين لا يستطيعون الركض. لا أعتقد أن الحبة ستتوقف عند المصابين بأمراض القلب شفاهم الله، أعتقد أن الشركة التجارية التي ستحصل على براءة الاختراع ستقدمها للجميع تحت شعار: الفلوس عليك والركض علينا!.
* لا أعتقد أن صراعات الملكية الفكرية في المحاكم أقل من الطلاق، بين أمريكا والصين خلافات لم ولن تنتهي عن حقوق الملكية الفكرية، خصوصًا وأن أي تغيير صغير في أي تطبيق تقني يعتبر ابتكارًا جديدًا. الجديد هذه المرة أن صراعاً حديثًا بين تركيا وألمانيا ليس على حقوق ملكية فكرية تقنية، بل على حقوق ملكية «طبخيّة». الأتراك يقولون إن الشاورما أصلها تركي، بينما يقول الألمان إنها ألمانية. الأزمة بدأت قبل أشهر عندما تقدمت أنقرة للاتحاد الأوروبي لتسجيل الشاورما «doner» منتجًا تركيًا، لكن الألمان اعترضوا قائلين إنها ألمانية ومكوناتها تختلف عن الشاورما التركية حتى وإن حملت نفس الاسم. لا أعرف أين ذهبت الأيام بالزميل «جو» عندما اندلع خلاف بينه وبين زميل آخر قال إن الشاورما تركية، فأجابه جو: فَشَر.. الشاورما لبنانية.. ورح تبقى لبنانية!.