|


خالد الشايع
إصلاح الأخضر يفوق قدرات المسحل
2024-10-17
فوضى، تراجع، تخبط، عبث، ضعف، عشوائية، توهان، تداخل مهام، سوء تغطية، غياب الانسجام، تخيروا ما تشاؤون من سلة أخطاء المنتخب السعودي الأول مع الإيطالي روبرتو مانشيني، والتي كانت محصلتها خمس نقاط من أصل 12 متاحة.
الحديث عن سوء مانشيني لن ينتهي، غالبية الشارع الرياضي مجمع على أن مرحلته يجب أن تكون وصلت للمحطة الأخيرة، واستمراره أكثر من ذلك أمر غير مقبول.
للأسف لا يوجد أسوأ من المنتخب الذي تعادل مع إندونيسيا والبحرين، منتخب لم يسدد إلا 13 كرة في أربع مباريات، وهدّافه الأول مدافع.
منتخب ما زال مدربه غير قادر على الثبات على تشكيل واحد، أكثر من 30 لاعبًا شاركوا معه، خلال فترة قصيرة ضم أكثر من 56 لاعبًا وكأنه لا يعرف ماذا يريد.
في التصفيات وحدها لعبنا أربع مباريات، وفي كل مباراة تشكيلة مختلفة وأسلوب مُختلف، كمية فوضى وعدم تجانس وعدم ثبات، لا تُصدق.
المشهد كان واضحًا منذ لحظة هروب مانشيني الكبير، هناك فجوة واضحة بينه وبين لاعبيه الذين فقدوا الثقة به وبأسلوبه، وحتى بخططه، وما يحدث في التصفيات النهائية هو تأكيد المؤكد لا أكثر.
المستوى لا يبعث على التفاؤل، هذا مفهوم، جله لأسباب فنية، نعم الأمر يحتاج للتغير، ولكن ليس فنيًا فقط، أمور كثيرة يجب تغييرها في المنتخب السعودي، من داخل وخارج الاتحاد.
نحتاج لتدخل عاجل من السلطة الرياضية، نحتاج فريق إدارة أزمات مرتبط مباشرة بسمو رئيس اللجنة الأولمبية، فالأمر يفوق قدرات الاتحاد السعودي وصلاحياته، نريد ذلك عاجلًا قبل أن تتبخر آمالنا تمامًا، ما زالت الفرصة قائمة.
من يعتقد أن المشكلة في مانشيني وحده، فهو واهم، فالمنتخب أولًا ضحية مدرب لا يعرف ماذا يريد، وثانيًا إدارة ضعيفة، وثالثًا إعلام متعصب لا يرى في ألون المنتخب إلا لون ناديه، إعلام تفنن في التشكيك في اللاعبين، وخلق المشاكل في المنتخب قبل كل مباراة ويقف ضده، وليس شجاعة منهم بل ضعف في إدارة المنتخب، فمن يهاجمون اللاعبين في المنتخب لا يجرؤون على مهاجمة لاعبي أنديتهم خوفًا من العواقب القانونية، أما عن المنتخب فسلام.
مثلًا، يصفصفون الكلام وينمقونه في الإسقاط على سالم الدوسري، وكأنه العلة الوحيدة، هل لو أُبعد سالم الدوسري سنفوز بكأس آسيا؟، بل حتى بكأس الخليج؟ المضحك أن من يقلل من سالم ويمدح أكرم عفيف لاعب المنتخب القطري فاته أن العنابي خسر في اليوم ذاته من إيران 4ـ1، هم ينتقدون عن جهل، وباندفاع سخيف.
اختزال واقع منتخبنا في مستوى لاعب، أو ضربة جزاء قمة التسطيح لما يحدث في الأخضر، قصة سنوات من التراجع والإخفاق لا تحكيها ركلة جزاء ضائعة، حتى لو كنا فزنا على البحرين، فلن يعني هذا أننا كنا جيدين في المباراة، نحن لم نخلق تهديدًا حقيقيًا واحدًا، لم نلعب مرة عرضية صحيحة.
لن تكون بيئة المنتخب جاذبة وناجحة إلا إذا تم وضع ضوابط تحد من التجاوزات وتصفية الحسابات على حساب المنتخب، حتى لو رحل مانشيني، وجاء غيره، الصورة لن تتغير، تذكروا أنه بعد فوز المنتخب على بطل العالم، هاجم بعض الإعلاميين الفرنسي هيرفي رينارد لأنه اختار تسعة لاعبين من الهلال أساسيين، وطالبوا برحيله، القصة ذاتها ستتكرر، لن يتغير شيء، فكل ما يحيط بالمنتخب لا يساعد على النجاح، اللاعبون يقاتلون وحدهم، بلا مدرب ولا دعم إعلامي، باختصار لا يمكن صناعة منتخب دون حماية لاعبيه.