|


عيد الثقيل
ذكاء الفرنسي قبل مواجهة أستراليا
2024-11-07
يتفق الجميع في السعودية إلى حد كبير بأن الفرنسي هيرفي رينارد هو الخيار الأنسب بلا منازع في هذه الفترة الصعبة للمنتخب السعودي الأول، وسط معمعة التصفيات الآسيوية المؤهلة لمونديال 2026. يساعدهم في ذلك الذكريات القريبة والجميلة التي تركها هذا المدرب مع الأخضر في التصفيات السابقة وحتى في مونديال قطر.
نعرف ونحفظ الأساليب التكتيكية التي ينتهجها هذا المدرب، ونعرف جيدًا نوعية اللاعبين الذين يفضلهم، وكل شيء يخص الجانب الفني، فهو ذو عهد قريب لا يمكن أن تتجاهله الذاكرة البشرية، ولذلك لن أتحدث عن هذه الجوانب لمعرفتنا بها ولاختلاف التجربة الحالية والعناصر أيضًا بشكل كبير، لكني سأتحدث عن لقائه الأخير الذي نشره حساب المنتخب السعودي على منصة «إكس» والذي أعاد لنا إدارة الإعلام في المنتخب السعودي من جديد بتميزها وتفردها حقيقة خلال الأعوام الماضية ولذكاء هذا المدرب والذي أعتقد أنه لم ينطق بكلمة واحدة دون مغزى ودون هدف، واستطاع إيصال كل الرسائل بطريقة ذكية جدًا، قليل من يستطيع تطبيقها.
بدأ رينارد حديثه منذ مغادرته للمنتخب السعودي قبل 18 شهرًا ليزيل فيه ما علق بأذهان بعض المشجعين والسعوديين عنه، والصورة التي كونها البعض بأنه ترك الأخضر وأخل بعقده، رغم كل الدعم والحب الذي وجده منهم، ولم يحترم كلمته ولا اتفاقه. وعلل ذلك بنداء وطنه فرنسا لتدريب منتخب السيدات، وأنه لا يستطيع إلا أن يلبي نداء الوطن. تحسين صورته التي شوهت لدى البعض لم يكن هدفًا رئيسيًا من هذه البداية، ولكنه يعلم ويعرف ويتابع كل ما يدور في الكرة السعودية، كما يقول، ويعلم حالة الانقسام والفرقة التي أحدثها الإيطالي مانشيني لدى الجمهور والإعلام السعودي خلال فترة تدريبه بقراءته الفنية، واستبعاده لعدد من اللاعبين، والصدام معهم، بالإضافة لأحاديثه الإعلامية التي كانت غالبيتها تستفز مشاعرهم. لذلك ركز على أهمية النداء الوطني وواجبات أي شخص تجاهه ليواصل حديثه في هذا الجانب، ويذكر بدور الجمهور السعودي خلف منتخب بلاده، مستذكرًا دورهم الكبير في لقاء اليابان الأخير في جدة رغم الخسارة والإحباط الذي تعرضوا له.
رينارد أراد من حديثه أن يمهد الطريق، ويوحد الصفوف، قبل أن يبدأ عمله الميداني والفني داخل الملعب مع الأخضر، وأزال بذكائه الكثير من العقبات التي تقف في طريقه داخليًا وهو يستعد لمواجهة الخصوم هذا الشهر، وأولها أمام المنتخب الأسترالي المنافس على البطاقة الثانية المؤهلة للمونديال.