|


عبد المحسن القباني
من عبد العزيز بن سلمان إلى الرابطة
2024-11-09
كنت سأكتب عن تعاطي الإعلام الأجنبي مع أسبوع الديربيات، لكن رابطة دوري المحترفين قررت أن أكتب عنها. فاللمرة الثانية تصد عن الإجابة على استفساراتي. كنت أخاطبها عبر الإيميل الرسمي للحصول على معلومات غير سرية، وهي التي فتحت ذراعيها وربما خزائنها للوكالات الأجنبية، سعيدة بقدومهم، ومحتفلة بوجودهم. هذا جيد، لكنه يعبر عن إفلاس وإدمان. إفلاس في التعامل مع مفهوم الإعلام المكتسب Earned Media، أي التغطية المجانية لأن قصتك جاذبة، وإدمان على وكالات العلاقات العامة في لشبونة وغيرها.
لا يظهر أن سلوك الرابطة يمثل حالة فريدة، فالجيل الجديد من ممارسي التواصل المؤسسي في المملكة بلا صحافة، لأن اضمحلال الصحافة السعودية جعلهم يعيشون في دعة، ولم يتعرضوا لشمسها المشعة بالفيتامينات والمعززة للمناعة. التواصل المؤسسي الحالي منشغل باتصال أحادي، وهو موجه، وعلينا الانعتاق منه، لمواجهة ما سيتحدانا على مستوى الإعلام الدولي الحارق، مع زيادة قدرتنا على استضافة المزيد من الأحداث الرياضية. لا يجب أن يعني هذا زيادة الاعتماد على وكالات العلاقات العامة الأجنبية، كي تحدد لك ما يجب أن تفعله.
كيف للممارسين، بل وقيادات المؤسسات، أن يغفلوا أن بينهم ملهمًا مثل الأمير عبد العزيز بن سلمان؟ إنه رجل يقدم لمجتمع العلاقات العامة دروسًا في العلاقات الإعلامية، فمن وصايا سموه أن يكون المسؤول «في حالة إفصاح مستدام»، وأن يمارس كل ما يمكن أن يمارسه في «تعزيز الثقة مع الإعلام»، فضلًا عن تطويره لعمل وزارة الطاقة في مجال العلاقات الإعلامية، لأن سموه يدرك شراكة الإعلام في كافة الشؤون، وهي شراكة قد لا تعجب المنظمات أحيانًا، لكن التعاطي معها واجب مهني، وأدعو سموه إلى مواصلة تقديم دروسه لنا في ملف «العلاقات الإعلامية».
وعن ذلك يوصي أستاذ الإعلام في جامعة بريتش كولمبيا الكندية البروفيسور ألفريد هيرميدا أنه يجب على الصحافة والعلاقات العامة العمل بجدية أكبر لإيجاد أرضية مشتركة. إذ نصح في مقالة منشورة في معهد رويترز للصحافة مسؤولي العلاقات العامة بتخفيض المخاطر عبر التفاعل مع طلبات الصحافة، حتى لو نفروا من الموضوع المطروح، لأن المادة ستنشر على كل حال، ويجب على المنظمة أن تجد لها موطئ قدم بوجهة نظرها. هذه هي الطريقة التي نعيد بها بناء الثقة، كما قال هيرميدا.
يبوح أكفاء في إدارات التواصل المؤسسي من رهاب قيادات منظماتهم، وأن حتى رحلة اعتماد التغريدة تأخذ وقتًا طويلًا. من غير المعروف في حالة الرابطة أي العُمرين يحجب المنظمة عن الصحافة، لكن بالتأكيد أن التواصل حالة تفاعلية، غير مكتوبة في إرشادات تركيب قطع الخشب.