بالوتيلي يعود بعد غياب 1701 يوم
احتفى الاتحاد الدولي «فيفا» بعودة الإيطالي ماريو بالوتيلي، نجم فريق جنوى الأول لكرة القدم، إلى الأضواء بعد غياب دام 1701 يوم، مع طرح تساؤل بشأن إمكانية عودته إلى صفوف منتخب بلاده.
وبعد غياب أكثر من أربعة أعوام ونصف العام، عاد ماريو بالوتيلي إلى الدوري الإيطالي، عبر مواجهة بين بارما وجنوى، التي حسمها الأخير بفضل هدف أندريا بينامونتي، ظهر أحد أكثر المهاجمين غرابة في كرة القدم، مرتديًا القميص رقم 45، ولم يستغرق الأمر وقتًا طويلًا لإثارة ذكريات لاعب تمكن طوال مسيرته الكروية، من جعل الناس يتحدثون عن مغامراته الغريبة في كثير من الأحيان.
ولازم الجدل بالوتيلي منذ بدايته، ففي مباراته الأولى، شارك في الدقيقة 86 وحصل على بطاقة صفراء «92»، وفي مباراته الثانية دخل إلى الملعب «72»، وتلقى إنذارًا «79»، وبعد بداية رائعة لمسيرته الكروية في إنتر ميلان، وصل سوبر ماريو إلى ذروة موهبته بقميص إيطاليا بين عامي 2012 و2014، وترك بصمته في كأس العالم 2014 بهدف من رأسية في شباك إنجلترا، ما منح الجماهير أملًا زائفًا بأنه سيقود خط هجومهم في العديد من البطولات المقبلة، وفي الحقيقة، كان بالوتيلي هو آخر لاعب رقم 9 يلعب لمنتخب إيطاليا في كأس العالم.
وبعد فوز الإيطالي بالثلاثية المحلية مع إنتر ميلان في موسم 2010ـ2009، عاد للعمل مع روبرتو مانشيني في مانشستر سيتي، حيث فاز بلقب الدوري الإنجليزي قبل العودة لمنطقة لومبارديا، ولكن هذه المرة بقميص ميلان، ثم عاد مرة أخرى إلى الدوري الإنجليزي للعب تحت قيادة بريندان رودجرز في ليفربول، قبل أن يقضي بضعة أعوام في فرنسا من خلال نيس ومارسيليا، ثم العودة مرة أخرى إلى موطنه إيطاليا واللعب لفترات مع بريشيا، ومونزا.
سيستغرق الأمر وقتًا طويلًا لتدوين مسيرته الكاملة، التي بدت وكأنها توقفت بعد رحيله عن نادي أضنة دمير سبور التركي، بحسب الموقع الرسمي لفيفا.
وعلى الرغم من تراجع اهتمام الأندية الكبرى بضمه، إلا أن موهبته ظلت بارزة دائمًا، خاصة في عام 2022، حيث تم ترشيحه لجائزة بوشكاش لأفضل هدف من خلال فيفا، حين نال النجم الإيطالي الإعجاب عبر سلسلة من المراوغات الاستثنائية، قبل أن يسجل هدفًا مذهلًا في الزاوية السفلية البعيدة للمرمى.
في ظل وقوعه بالمركز الأخير في جدول الترتيب، وإصابة معظم مهاجميه، لجأ نادي جنوى للتعاقد مع لاعب حر، حيث كان بالوتيلي ينتظر بفارغ الصبر العودة مرة أخرى للدوري الإيطالي.
واغتنم ألبيرتو جيلاردينو، الفائز بكأس العالم مع إيطاليا في 2006، الفرصة مع بالوتيلي ويعتمد عليه لإضفاء خبرته وموهبته على الفريق الذي كان في أمس الحاجة إلى تغيير جذري.
وكانت مباراة بارما هي أول فرص بالوتيلي في الدوري الإيطالي، منذ ظهوره الأخير قبل أربعة أعوام ونصف العام مع بريشيا، إلى جانب ساندرو تونالي. وفي مواجهة كومو، حصل على نحو 20 دقيقة لإحداث تأثير من مقاعد البدلاء، حيث كان فريق جنوه يسعى لتحقيق التعادل.
وقال أندريا بينامونتي، صاحب هدف فوز جنوه ضد بارما «بالوتيلي مهم للغاية في غرفة تبديل الملابس، لقد وصل أخيرًا، لكنه مؤثر للغاية. ومع مسيرته ومؤهلاته، فهو لا يحتاج إلى مقدمة، وسيكون جيدًا هنا أيضًا».
من جانبه، قال أليكس فوجلياكو، مدافع جنوى، الذي سجل هدف التعادل ضد كومو: «إنه لاعب رائع يرفع مستوانا، إنه يعمل بجد وسيلعب بالتأكيد دورًا مهمًا معنا في مرحلة ما».
وأشار ألبيرتو جيلاردينو، مدرب جنوى: «أنا سعيد من أجل ماريو، إنه متحمس حقًا. سيحتاج إلى التدريب بجدية والحصول على بعض الدقائق، لكنني مقتنع بأنه قادر على تقديم الكثير إذا استعاد لياقته البدنية الكاملة. الأمر يتوقف عليه».
وفي الموسم الماضي، سجل بالوتيلي سبعة أهداف في 16 مباراة بالدوري التركي، وهي أرقام تشير إلى أنه لا يزال بإمكانه أن يلعب دورًا رئيسًا في صراع جنوى من أجل البقاء في الدوري الإيطالي.
وارتبط اسم بالوتيلي ارتباطًا وثيقًا بالمنتخب الإيطالي، فقد ظهر للمرة الأولى في سن العشرين، وسجل 14 هدفًا خلال 36 مباراة، وحصل على مكانة أسطورية بفضل أدائه الذي لا ينسى ضد ألمانيا، في بطولة كأس الأمم الأوروبية 2012.
وفي الوقت الجاري، يبدو أن إيطاليا قد وجدت التوازن الصحيح في الهجوم مع ماتيو ريتيجي، هداف الدوري الإيطالي، الذي يقود خط هجوم الآتزوري، ولكن المدرب لوتشيانو سباليتي، عندما سُئل مباشرة عن ماريو بالوتيلي، ترك بصيص أمل في رؤيته يمثل المنتخب مرة أخرى، حيث قال: «نحن لا نغلق أبوابنا في وجه أي لاعب».