|


أحمد الحامد⁩
آيبادي.. وبودكاست
2024-11-12
ـ الكثير من التجارب المقدمة في البودكاست عن نجاحات تجارية، وكأن النجاح محدود بالتجارة، والجميع يحملون نفس القدرات وبمجرد سماعهم للتجارب التجارية سيستطيعون تكرار نفس التجربة. في الحياة يعيش الناس بما قدر لهم، حتى النجاح التجاري قدر، لكنه ليس قدر الجميع، ولو تحول الجميع إلى تجار لما بقي عندنا الطبيب ولا رجل الإطفاء ولا المزارع.
صار عندي تشبع من مشاهدة رجل يتحدث عن نجاحه التجاري، حتى أنني شاهدت فيديوهات لشاب صغير لم يتجاوز الـ 18 عامًا يتحدث كخبير مالي. لا شك أن النجاح التجاري يحسب لصاحبه مع اعترافه الكامل بالتوفيق الذي حالفه، لكنه ليس أكثر أهمية من نجاح الموظفين في وظائفهم، والطبيب المتميز لديه تجربته التي لا تقل أهمية، ولدى سائق الشاحنة الناجح حكايات إنسانية لا تقل إلهامًا. آمل أن يلتفت بعض مقدمي البودكاست لبقية الناجحين في مجالات غير تجارية، على الأقل لتنويع حلقاتهم.
ـ من اللازم أن أشتري «آيبادًا» جديدًا، مع أن الآيباد الذي أستخدمه لم تنكسر شاشته، وليس فيه عطل غير العطل الذي حصل في بطاريته، والتي تنخفض من 100 إلى 0 خلال أقل من ساعة. كان على الشركة المصنعة أن تقول عند الشراء إن الآيباد المباع سيتعطل بعد 4 أو 5 سنوات لكي تشتري منا جهازًا آخر! لأن لا منطق آخر، إما أن الآيباد سيئ التصنيع أو أنهم محتالون!
في الولايات المتحدة الأمريكية رفع الآلاف قضايا ضد أشهر شركة جوالات وآيباد لأنها تلاعبت في إعدادات الأجهزة المباعة للزبائن، لكي يشتروا أجهزة جديدة، كسبوا القضية وحصلوا على تعويضات، لكن ذلك لم يردع الشركة، لأن حجم أرباحها أكثر بكثير من قضايا التعويضات التي تخسرها هنا وهناك.
ما يغيظني ليس تعطل «آيبادي»، بل في تعمد الشركة تعطيله، والمشكلة الأكبر أنني تعودت عليه، ولا أفكر في شراء جهاز من شركة أخرى ردًا على تلاعب الشركة المصنّعة. رحم الله أيام الجوالات والأجهزة القديمة، كانت سمعتها من متانتها، ربما هذا ما أفلس شركاتها المصنعة!
ترى هل تقرأ الشركة التي صنعت الآيباد وتقرر تعويضي بمليون دولار، وراتب من دون عمل، وسيارة مع سائق، وبيت مع مسبح، ترى هل تفعل ذلك.. أم اختفت الإنسانية؟!