بوبوفيتش.. واجه «عمالقة» الأخضر وقهر الهلاليين
بدأ المنتخب الأسترالي الأول لكرة القدم رحلته في المرحلة الثالثة من التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026، على نحو مخيب، إذ سقط على أرضه في الجولة الأولى أمام البحرين، قبل تعادله سلبًا مع إندونيسيا في جاكرتا، ليقرر الاتحاد الأسترالي إنهاء العلاقة مع المدرب جراهام أرنولد، وتعيين توني بوبوفيتش بديلًا له، فنجح الأخير في تغيير معالم الـ «سوكيروس» في فترة وجيزة، عبر التغلب على الصين في الجولة الثالثة، والعودة من الأراضي اليابانية مع نقطة تعادل ثمينة في الجولة الماضية، ليكون بوبوفيتش أول من نجح بتعطيل الساموراي الأزرق منذ بداية رحلة التصفيات بشتى مراحلها.
ويصطدم بوبوفيتش، الخميس، بمواجهة أخرى من العيار الثقيل، عندما يستضيف الأخضر السعودي في ملبورن، لحساب الجولة الخامسة، في لقاء قد يشكل منعطفًا مهمًا للفريقين، علمًا أن بوبوفيتش يرتبط بذاكرة قديمة مع الصقور، يعود تاريخها إلى 9 أكتوبر 1996، عندما كان لاعبًا في قائمة المنتخب الأسترالي، التي واجهت الأخضر تجريبيًا على ملعب الملك فهد الدولي، وانتهت بنتيجة التعادل السلبي، لينجح بوبوفيتش، الذي شغل مركز قلب الدفاع بمنع كوكبة العمالقة في التشكيلة السعودية من التسجيل.
واستخدم البرازيلي زي ماريو، مدرب المنتخب السعودي حينها، محمد الدعيع لحراسة المرمى، وأحمد جميل وعبد الله سليمان وحسين عبد الغني ومحمد شلية في الخط الخلفي، وإبراهيم ماطر وفؤاد أنور وخالد مسعد ويوسف الثنيان في خط الوسط، مع سامي الجابر وعبيد الدوسري في المقدمة، كما استخدم فهد المهلل وخالد التيماوي كورقتيْن بديلتيْن، وهي تقريبًا الأسماء ذاتها التي قادت الأخضر نحو الفوز بكأس آسيا بعد محو شهريْن من هذه التجريبية، بقيادة المدرب البرتغالي نيلو فينجادا، وبغياب المنتخب الأسترالي عن النهائيات، كونه شارك في نهائيات آسيا للمرة الأولى في نسخة العام 2007.
وضمّت قائمة المنتخب الأسترالي، في تلك المواجهة التجريبية، مجموعة من الأسماء اللامعة أيضًا، وعلى رأسهم هاري كيويل، لاعب ليدز الإنجليزي، الذي مثّل ليفربول لاحقًا لمدة خمسة مواسم، وبول أوكون، لاعب لاتسيو الإيطالي، وكريج مور، لاعب رينجرز الإسكتلندي، إضافة إلى كارل فيرت وكيفن موسكات، ثنائي كريستال بالاس الإنجليزي.
أما بالنسبة لبوبوفيتش، فكان في ذلك الوقت لاعبًا في صفوف سيدني الأسترالي، ثم بدأ في العام التالي محطاته الخارجية، إذ لعب لهيروشيما الياباني بين 1997 و2001، وخاض محطة إنجليزية استمرت حتى 2006 مع كريستال بالاس، ومحطة لموسم واحد مع العربي القطري، وصولًا لاعتزاله عام 2008 بعد موسم أخير مع سيدني، كما أنّه مثّل المنتخب الأسترالي الأول في 58 مباراة دولية خلال 11 عامًا، منها مباراة وحيدة في كأس العالم 2006 أمام البرازيل، ومع تجربة لافتة في كأس القارات 2001، إذ كان في القائمة التي هزمت المكسيك وفرنسا في دور المجموعات، وتغلبت على البرازيل في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع.
وتوجه بوبوفيتش إلى مهمات التدريب عام 2012، وكان له في مسيرته التدريبية نجاحات أكبر، عبر عدة ألقاب محلية مع أندية وسترن سيدني وبيرث جلوري وملبورن فيكتوري، لكن نجاحه الأكبر مدربًا جاء قبل نحو 10 أعوام، أي عندما قاد وسترن سيدني للفوز بدوري أبطال آسيا عام 2014، بعد تجاوز الهلال في المباراة النهائية، وهناك أطلق بوبوفتيش تصريحًا قال فيه: «كانوا بالأمس يصفونا بالنادي الصغير، واليوم نحن الأكبر في آسيا»، ولا سيما أن وسترن سيدني تأسس عام 2012، وكان بوبوفيتش مدربه الأول تاريخيًا.
بوبوفيتش قهر الهلال في تلك الليلة، وحرمه من الفوز باللقب الآسيوي للمرة الأولى منذ العام 2000، لكن كان للهلال قاهر آخر حينها، ولعله أكبر من بوبوفيتش، وهو الحكم الياباني نيشيمورا، الذي نسي صافرته في اليابان بإياب النهائي.