* لمسات هنري رينارد كانت واضحة على المنتخب أمام أستراليا، والواضح أنه استطاع منذ فترة تدريبه الأولى تشكيل علاقات إنسانية شديدة الود مع اللاعبين. وكلامه عن فهد الموّلد شفاه الله أظهر هذه العلاقة. كرة القدم كانت وما زالت تعتمد على الترابط خارج وداخل الملعب، ولا يوجد منتخب حقق نتائج ممتازة في تصفيات طويلة دون وجود الود بين المدرب واللاعبين. شخصية المدرب لا بد أن تكون قيادية، هدفها الترابط وليس لمجرد إثبات قوة الشخصية. كان بالإمكان اقتناص الثلاث نقاط من ملعب الأستراليين، لكنها كرة القدم. ما زلنا في منتصف الطريق ولا نملك أية رفاهية لإضاعة نقاط مباراة واحدة، خصوصًا والأسترالي ينافسنا بشدة على المركز الثاني في المجموعة.
* اليوم لدي موعد مع «الجدَلِيْ» وهو ليس لقب عائلة، بل لقب أطلقناه منذ زمن على أحد الأصدقاء، والسبب أنه يجادل في أي شيء، ما أن تقول رأيًا حتى يفتح معك حوارًا يحولّه إلى جدل لا ينتهي، ومهما أعلنت انسحابك من النقاش، وصرحت بهزيمتك الفكرية أمامه فإنه لا يعتقك، ويبقى يحاول إثبات رأيه وتهميش رأيك الذي تنازلت عنه، ويلاحقك حتى تركب سيارتك، ثم تسمع ترددات صوته تلاحقك بينما تنطلق سيارتك. من جدلياته الشهيرة أن التطور الصناعي والتقني يجب أن يتوقف عند هذا الحد، لأن الاعتماد على الرفاهية يجعل العقل كسولًا، ويجب أن تكون هناك هجرة معاكسة من المدينة إلى القرى، لأن الإنسان كلما اقترب من الطبيعة والأرض كلما عاش حياةً طبيعية سعيدة. المشكلة أن الجَدلي ما زال يعيش في شقة تقع في منطقة مزدحمة، وشقته مليئة بالأجهزة الحديثة والأطعمة المجمدة، لا أحد يستطيع نقده والقول إنه متناقض، يقول ما لا يفعل، لأن ذلك سيفتح نقاشًا يحوّله إلى جدل لا ينتهي.
* فعلًا لولا اختلاف الأذواق لبارت السلع، أحد المعارف كادت دموعه أن تنهمر من الفرح بعد شرائه ساعة يد يبدو أنها من ماركة بنت حمولة. قال إن الساعة ستُكمل مجموعته التي حلم بها منذ سنوات طويلة، ثم راح يتحدث عنها بدقة، وعن تاريخ الشركة المصنّعة. ثم سألني عن اسم ساعتي وتفاجأ أني لا ألبس ساعة، قلت له إنني اكتفي بساعة الجوال، لذا لا أرى داعيًا للبس ساعة يد. استغرب مني وقال شيئًا يبدو أنه مهم: الفكرة ليست في معرفة الوقت، اليوم نستطيع معرفة التوقيت من عدة وسائل، لكن الفكرة في القيمة الفنية للساعة نفسها. أجبته ولكنها في الآخر لا تقدم لنا أكثر من التوقيت! صمت قليلًا ثم قال: الكلام معك في شأن الساعات مضيعة للوقت. قلت له ليس في شأن الساعات فقط!.
* اليوم لدي موعد مع «الجدَلِيْ» وهو ليس لقب عائلة، بل لقب أطلقناه منذ زمن على أحد الأصدقاء، والسبب أنه يجادل في أي شيء، ما أن تقول رأيًا حتى يفتح معك حوارًا يحولّه إلى جدل لا ينتهي، ومهما أعلنت انسحابك من النقاش، وصرحت بهزيمتك الفكرية أمامه فإنه لا يعتقك، ويبقى يحاول إثبات رأيه وتهميش رأيك الذي تنازلت عنه، ويلاحقك حتى تركب سيارتك، ثم تسمع ترددات صوته تلاحقك بينما تنطلق سيارتك. من جدلياته الشهيرة أن التطور الصناعي والتقني يجب أن يتوقف عند هذا الحد، لأن الاعتماد على الرفاهية يجعل العقل كسولًا، ويجب أن تكون هناك هجرة معاكسة من المدينة إلى القرى، لأن الإنسان كلما اقترب من الطبيعة والأرض كلما عاش حياةً طبيعية سعيدة. المشكلة أن الجَدلي ما زال يعيش في شقة تقع في منطقة مزدحمة، وشقته مليئة بالأجهزة الحديثة والأطعمة المجمدة، لا أحد يستطيع نقده والقول إنه متناقض، يقول ما لا يفعل، لأن ذلك سيفتح نقاشًا يحوّله إلى جدل لا ينتهي.
* فعلًا لولا اختلاف الأذواق لبارت السلع، أحد المعارف كادت دموعه أن تنهمر من الفرح بعد شرائه ساعة يد يبدو أنها من ماركة بنت حمولة. قال إن الساعة ستُكمل مجموعته التي حلم بها منذ سنوات طويلة، ثم راح يتحدث عنها بدقة، وعن تاريخ الشركة المصنّعة. ثم سألني عن اسم ساعتي وتفاجأ أني لا ألبس ساعة، قلت له إنني اكتفي بساعة الجوال، لذا لا أرى داعيًا للبس ساعة يد. استغرب مني وقال شيئًا يبدو أنه مهم: الفكرة ليست في معرفة الوقت، اليوم نستطيع معرفة التوقيت من عدة وسائل، لكن الفكرة في القيمة الفنية للساعة نفسها. أجبته ولكنها في الآخر لا تقدم لنا أكثر من التوقيت! صمت قليلًا ثم قال: الكلام معك في شأن الساعات مضيعة للوقت. قلت له ليس في شأن الساعات فقط!.