|


سعد المهدي
هل تم توريط مانشيني؟
2024-11-16
هيرفي ريناد كسب جولة الرهان على قدرته إعادة الذاكرة لمنتخبنا الوطني دون أن يفعل أكثر من استعادة عدد من العناصر، التي لم يستدعهم الإيطالي مانشيني، كما أعاد على ضوء ذلك الطريقة والخطة، ليبرز سؤال مهم: هل طلب من مانشيني إعادة تكوين قائمة جديدة بهدف الوصول بها إلى 2034 م، موعد مونديال السعودية، وتركه ليواجه التحديات المحتملة أو الأكيدة؟!
ريناد أحدث التوازن النسبي وما زال بإمكانه تطوير الأداء، وتحقيق النتائج الممكنة، وبالطبع ليس كما يمكن أن يعتقد بعضنا، وعلينا تحمل عقبات التأهل، التي ربما تحتاج إلى المرور بأدوار تتجاوز التأهل المباشر، وأن يكون هدفنا التأهل مهما تأخر، بعد أن فقدنا نصف نقاط الدور الأول، فيما تقدمنا المنتخب الياباني بفارق 7 نقاط، وتساوينا مع المنتخب الأسترالي نقطيًا في الترتيب الثاني.
مانشيني شخصيته ومنهجيته وافق عليها اتحاد الكرة عند التعاقد معه «هذا المفترض» والأكيد تم تدارس الاستراتيجية، التي سيكون عليها تحضير المنتخب، وبناء عليها تم استدعاء العناصر المناسبة للتنفيذ ومعها حدث ما حدث من تغييب لبعض الأسماء، وصدام مع بعضهم، وعدم انضباط من آخرين، جعل من المنتخب في منافسات أمم آسيا «خارج الخدمة»، أعقب ذلك تداعيات فتحت الباب لانقسامات أفرزت شكوكًا واتهامات «إعلام وجمهور»، سدت معها أفق التصحيح دون أن يكون للاتحاد موقف معلن يشرح فيه ما إذا كان مانشيني بمفرده من يتحمل ما حدث أم جميعهم، وما زال من المطلوب أن نعرف.
لكن ما يؤكد أن «الاستراتيجية» طويلة الأمد، لم تكن موفقة في الإعداد وطريقة التنفيذ، وعدم توافق عناصرها القائمة على إعدادها وتنفيذها، وما تم الاعتياد عليه في «طبيعة» تخطيطنا للتكوين والتحضير على مستوى الأندية والمنتخبات أعادنا إجباريًا للقيام بالمعتاد «إقالة» الجديد المختلف، وإحضار السابق «المؤتلف» وعلى أن ذلك «مفيد» وقتيًا، لكنه يعني أننا لن نقدم ثانية على انتهاج استراتيجيات تأكد لنا أنها السبب المباشر لتفوق دول تقدمتنا طالما تغنينا بها وحلمنا بتطبيقها.
سيواجه منتخبنا الثلاثاء المقبل في جاكرتا المنتخب الإندونيسي، والنقاط الثلاث ستعزز ثقة العودة للمسار المناسب لمراكمة النقاط المطلوب جمعها، وستكون بمثابة التأكيد على أنها صحوة فنية أكثر منها ردة فعل للاعبين على تغيير الجهاز الفني، وبالتالي سينعكس ذلك على الجمهور والإعلام للخروج من حالة عدم اليقين إلى انتعاش الأمل، ولا بأس أن نعيش حاضرًا «قادرًا» عوضًا عن مستقبل يُراد له أن يكون غامضًا.