هل أدرك القائمون على الاستديوهات التحليلية تراجع شعبية الفقرة؟ هل يرون إيمان المشاهدين بالبدائل بين الشوطين وقبل المباراة وبعدها؟ الجواب نعم. وإليكم التفاصيل:
اطّلع المدون الأردني محمد عواد في 2022 على إحصاءات، وأفشى بها في مدونته في يوتيوب. تقول النسبة أن 90٪ من متابعي المباراة يغادرون الشاشة بعد صافرة الحكم. بصراحة لا حاجة ماسة لمعرفة هذه النسبة، فالتراجع بات واضحًا، والأهمية قلت، وقلت معها الحلول المحلية.
نعم.. تمنح الاستديوهات التحليلية زخمًا للتغطية، وترفع من أهمية الحدث، ومع ذلك تتراجع شعبيتها، وتحاول القنوات الاستعانة بالنجوم طمعًا في جماهيريتهم، لعلهم يعيدون مشاهدًا كهلًا، أو يستقطبون شابًا وجد مصادر ثقته الفنية في آخرين في المنصات. أدركت القنوات ذلك مرة أخرى، فاستقطبت نجوم اليوتيوب، بعدما أدركوا أن ليس كل لاعب سابق يملك كارزما الكاميرا، ولا ضير في ذلك، فهو أفنى حياته في تعلم فنون الكرة لا الخطابة. ومع ذلك، لم تستعد شعبيتها، فباتت مكلفة، وطالها دمج المباريات وتوحيد الاستديوهات، وهذا مؤشر على ما تواجهه الفقرة. هل يظن الظانون أن العربي ينقصه الرأي الفني المؤجل، وأن المحلل الحصري صار المنتظر؟ هل غفل الغافلون مساحات «إكس»، ومجموعات «تلجرام»؟
ولمواجهة هذا الإشكال، لجأت قنوات لتغليب المزاح على التحليل، وحاكت بعض لحظاتها السياسة، فانتشرت مقاطع الهزل على الجد، وذاعت الإدانة السياسية على النقد الفني، كل هذا لإيجاد حل لتراجع الشعبية، وإعادة أهمية الفقرة. أحد أبرز الأمثلة على عنوان «المزاح أولًا» هي تلك التجربة الأمريكية في CBS Sports Golazo، التي تستضيف الفرنسي تيري هنري، والبريطانيين جيمي كاراجر، وميكا ريتشاردز، بإدارة المذيعة كيت أبدو. صار هذا الاستديو الأوروبي الأشهر في العالم، والأكثر قبولًا حتى بين المدربين بعد المباراة. فهم يتسابقون لمايكروفون البرنامج في الفلاش إنترفيو. ما الذي فعلته CBS؟. فهم القائمون أنهم الآن سيخاطبون جمهورًا مختلفًا، حيث تعزل أمريكا نفسها برياضاتها، وتتبنى نمطًا صحافيًا مغايرًا عن أوروبا، فالتلفزة الأمريكية جهاز ترفيه، وهذا قاد CBS Sports لجعل المرح عمودًا لخيمة الاستديو، ويظهر أنها دربت المحللين جيدًا على هذا الأداء المسرحي، قادرين على الفكاهة أولًا فالتحليل ثانيًا، وقد توسع الكاتب توماسو بيرا في مقالته Why everyone wants to be on CBS Sports Golazo. لا أحد يجزم بجدوى اتباع هذا الأسلوب عربيًا، ولكنه نموذج لاعتراف تراجع هذا القالب التلفزيوني حول العالم، ومحاولة لإعادة المشاهدين إليه، بل حتى جلب شريحة جديدة له. لذلك يريد مقال اليوم انتزاع الاعتراف من قنواتنا الإقليمية. فهل ستعترف بالتراجع وزيادة كلفة النجوم، فصعبوا بذلك من كفاءة الإنفاق؟
نداء للتلفزة العربية: أشركوا المحللين في كابينة التعليق، ومعهم المحلل التحكيمي كذلك. التحليل الآني حل عاجل، ومطلب عصري. دربوا المحلل على التلوين الصوتي والأداء الدرامي، وليكن الاستديو بمذيع يعرض الملخص ويرصد تفاعلات الجمهور. أعيدوا المشاهد إليكم، فقد غادركم، ولن يعيده سوى الجريء منكم. فهل هو بينكم؟
اطّلع المدون الأردني محمد عواد في 2022 على إحصاءات، وأفشى بها في مدونته في يوتيوب. تقول النسبة أن 90٪ من متابعي المباراة يغادرون الشاشة بعد صافرة الحكم. بصراحة لا حاجة ماسة لمعرفة هذه النسبة، فالتراجع بات واضحًا، والأهمية قلت، وقلت معها الحلول المحلية.
نعم.. تمنح الاستديوهات التحليلية زخمًا للتغطية، وترفع من أهمية الحدث، ومع ذلك تتراجع شعبيتها، وتحاول القنوات الاستعانة بالنجوم طمعًا في جماهيريتهم، لعلهم يعيدون مشاهدًا كهلًا، أو يستقطبون شابًا وجد مصادر ثقته الفنية في آخرين في المنصات. أدركت القنوات ذلك مرة أخرى، فاستقطبت نجوم اليوتيوب، بعدما أدركوا أن ليس كل لاعب سابق يملك كارزما الكاميرا، ولا ضير في ذلك، فهو أفنى حياته في تعلم فنون الكرة لا الخطابة. ومع ذلك، لم تستعد شعبيتها، فباتت مكلفة، وطالها دمج المباريات وتوحيد الاستديوهات، وهذا مؤشر على ما تواجهه الفقرة. هل يظن الظانون أن العربي ينقصه الرأي الفني المؤجل، وأن المحلل الحصري صار المنتظر؟ هل غفل الغافلون مساحات «إكس»، ومجموعات «تلجرام»؟
ولمواجهة هذا الإشكال، لجأت قنوات لتغليب المزاح على التحليل، وحاكت بعض لحظاتها السياسة، فانتشرت مقاطع الهزل على الجد، وذاعت الإدانة السياسية على النقد الفني، كل هذا لإيجاد حل لتراجع الشعبية، وإعادة أهمية الفقرة. أحد أبرز الأمثلة على عنوان «المزاح أولًا» هي تلك التجربة الأمريكية في CBS Sports Golazo، التي تستضيف الفرنسي تيري هنري، والبريطانيين جيمي كاراجر، وميكا ريتشاردز، بإدارة المذيعة كيت أبدو. صار هذا الاستديو الأوروبي الأشهر في العالم، والأكثر قبولًا حتى بين المدربين بعد المباراة. فهم يتسابقون لمايكروفون البرنامج في الفلاش إنترفيو. ما الذي فعلته CBS؟. فهم القائمون أنهم الآن سيخاطبون جمهورًا مختلفًا، حيث تعزل أمريكا نفسها برياضاتها، وتتبنى نمطًا صحافيًا مغايرًا عن أوروبا، فالتلفزة الأمريكية جهاز ترفيه، وهذا قاد CBS Sports لجعل المرح عمودًا لخيمة الاستديو، ويظهر أنها دربت المحللين جيدًا على هذا الأداء المسرحي، قادرين على الفكاهة أولًا فالتحليل ثانيًا، وقد توسع الكاتب توماسو بيرا في مقالته Why everyone wants to be on CBS Sports Golazo. لا أحد يجزم بجدوى اتباع هذا الأسلوب عربيًا، ولكنه نموذج لاعتراف تراجع هذا القالب التلفزيوني حول العالم، ومحاولة لإعادة المشاهدين إليه، بل حتى جلب شريحة جديدة له. لذلك يريد مقال اليوم انتزاع الاعتراف من قنواتنا الإقليمية. فهل ستعترف بالتراجع وزيادة كلفة النجوم، فصعبوا بذلك من كفاءة الإنفاق؟
نداء للتلفزة العربية: أشركوا المحللين في كابينة التعليق، ومعهم المحلل التحكيمي كذلك. التحليل الآني حل عاجل، ومطلب عصري. دربوا المحلل على التلوين الصوتي والأداء الدرامي، وليكن الاستديو بمذيع يعرض الملخص ويرصد تفاعلات الجمهور. أعيدوا المشاهد إليكم، فقد غادركم، ولن يعيده سوى الجريء منكم. فهل هو بينكم؟