|


أحمد الحامد⁩
في ذاكرة الجوال
2024-11-20
ـ في هاتفي مئات القصص والمعلومات التي صورتها «كابتشر»، ولا أدري لماذا أحتفظ بها مع أنني قرأتها عندما شاهدتها في المرة الأولى، حتى في المرات التي نبهني هاتفي بامتلاء الذاكرة لم أتجرأ على حذفها، وكنت أتخلص من مقاطع الفيديو بدلًا منها. قد أكون مصابًا بالاكتناز القهري دون علم مني. على ذكر الاكتناز القهري تذكرت أحد الأصدقاء المصابين بالاحتفاظ بملابسهم القديمة، زاد وزنه وتغيرت الموضة عدة مرات ومازال محتفظًا بها، وفي كل مرة نقول له عليك التخلص منها كان عذره أن الموضة تختفي لتعود من جديد، كما أنه يخطط لإنقاص وزنه. لم يتخلص منها إلا بعد زواجه مباشرة، ألقت زوجته بكل ملابسه القديمة وهو ساكت مطيع، لم يكتفِ بالتخلص من الملابس فقط، بل تخلص منا نحن أصدقاءه أيضًا ! كان لا يعود إلى «شلتنا» إلا إذا ذهبت زوجته إلى بيت أهلها كل عدة أشهر. كان «يفز» مثل الغزال عندما يتلقى اتصالًا منها، ويغادرنا دون سلام إذا طلبت منه الحضور. هذا هو سبب لقب «الغزال» الذي ناله منا بجدارة. أعود لاكتنازي القهري، اليوم سأشارككم بعض ما اكتنزته في هاتفي، وأبدأ بهذه الحكاية القصيرة.
ـ في امتحان الفلسفة فوجئ الطلاب أن الورقة يوجد فيها سؤال واحد فقط وهو: كيف تقنعني أن الكرسي الذي أمامك مخفي؟ استغرق جميع الطلاب ساعة كاملة للإجابة على السؤال، إلاّ طالب واحد كسول، فقد استغرقته إجابة السؤال خمس ثوان فقط، وعندما أعطى المعلم الدرجات حصل الطالب الكسول على أعلى درجة، وكانت إجابته: عن أي كرسي تتكلم؟
ـ الكاتب أحمد العرفج كتب عن المثل «من عرفك صغيرًا احتقرك كبيرًا»، ولا أعتقد أن المثل ينطبق على الجميع، لأن المحترمين لا يفعلون ذلك، بل ويسعدون إذا حقق أبناء جيلهم أية نجاحات، ويفخرون بهم. الأستاذ أحمد قرأ المثل بصورة أعجبتني «حسنًا، ما معنى هذا المثل، ولماذا نثبّت صورة الإنسان وكأنه جماد من الجمادات لا ينمو ولا يتحرك. أليس الإنسان كائنًا حيًا يتطور ويمر بعدة مراحل خلال أيام عمره ؟ ألم يكن الأديب «برنارد شو» صادقًا عندما قال: الشخص الوحيد الذي أعرفه ويتصرف بعقل هو الخياط، فهو يأخذ مقاساتي في كل مرة يراني فيها، أما الآخرون فهم يستخدمون مقاييسي القديمة ويتوقعون مني أن أناسبها».
ـ كتب أمين معلوف هذه الكلمات عن الأصدقاء، شيء أشبه بالأمنية التي تخالف طبيعة الحياة «على الأصدقاء ألا يرحلوا بعيدًا، ألا يتشتتوا في المدن والبلدان، عليهم أن يبقوا هنا بالقرب، علينا أن نلتقي في ليلة عشوائية بلا أسباب أو تخطيط، نحتسي القهوة أو عصير القصب ونذهب لمكان مليء بالبهجة والسعادة ونتبادل المزحات، ومن ثم نعود للبيت ونحن نعلم أننا سنلتقي غدًا أو بعد غدٍ».