|


عبد المحسن القباني
لغة زكري البرتغالية
2024-11-23
بعد خسارة الشباب مباراته الافتتاحية هذا الموسم أمام الاتفاق، دخل مدربه فيتور بيريرا غاضبًا إلى قاعة المؤتمر، وأخرج دفتره، وتلى بيانًا بالبرتغالية وكأنه عمر سليمان، وملخصه: «تنافسية الدوري السعودي.. وهم». تناقلت وسائل الإعلام البرتغالية هذا التصريح، ووصم معلقون أنه دوري للمال لا الجودة، خصوصًا أن المدرب شدد على المترجم أن يترجم مفردة «ilusão» والتي تعني وهم. لم يكتف المدرب بتوجيه انتقاداته للمشروع الرياضي، بل غادر المؤتمر رافضًا تلقي أي سؤال، مزدريًا الذين أمامه، ظنًا منه أنهم سعاة بريد لا صحافيين، ينقلون ما يقول لا أن يسألوه، ومخالفًا بهذا المادة 15 فقرة 1 من لائحة التنظيمات الإعلامية في الرابطة، والتي حددت أن المؤتمر للأسئلة والأجوبة.
لا أحد تحرك أو ألقى بالًا، لا اتحاد الإعلام الرياضي المنشغل بتحذير منسوبيه من المخالفات، لا السعي لصون حقوقهم، ولا لجان انضباط، ولا الرابطة التي تكلفت بعد شهر باستقبال بعض الوسائل البرتغالية ذاتها لتحسين سمعة الدوري.
يصون هذا المقال حق المدربين في إبداء آرائهم، بمن فيهم نور الدين زكري، الذي طالته غرامة الأسبوع الماضي. شكى مدرب الخلود من التحكيم، داعيًا لأن يتعاملون مع الفريق كالآخرين من دون تصنيفه أنه صاعد أو من محافظة الرس. من غير المرجح أن لجنة الانضباط والأخلاق ضبطته من تلقاء نفسها. يظهر أنها تأثرت بتأليب إعلامي باللغة العربية تخفى دوافعه. فإلى اللجنة وزملاء الإعلام هذه المفاجأة غير السارة: التصريح يتسق مع أبحاث علوم السلوك والرياضة. أكثر من دراسة أكدت أن الحكام ينحازون نفسيًا تجاه الفرق الناجحة سواء لضغطها الجماهيري أو لسطوة نجومها. مثلًا نتائج دراسة نرويجية تشير إلى تفضيل الحكام للانحياز للفرق الكبرى في حالات احتساب ضربة الجزاء. من ينسى «كوع الشهراني» في 2020، أو «يد دلهوم» الشهيرة؟. إنهما موقفان يلخصان دراسة استندت إلى إطار نظرية التأثير الاجتماعي وعنوانها (انحياز الحكام في كرة القدم المحترفة: تفضيلهم للفرق المتفوقة في الحالات المحتملة لركلات الجزاء)
Referee Bias in Professional Football: Favoritism Toward Successful Teams in Potential Penalty Situations
الخلود فريق صاعد، والرس محافظة صغيرة لا مدينة كبيرة، وهذه حقائق من ينزعج منها؟ هل لأنه قالها بالعربية؟ هل اللوائح تغفل اللغات الأخرى؟ أم تعتمد على تشذيب مترجم؟ إن كان في كلامه إساءة إعلامية أو إثارة للرأي العام، فعلى هيئة تنظيم الإعلام أن تعاقبني على ما جدد المقال التأكيد عليه. إنها الجهة الأكثر دراية بضبط ما يصدر عن الإعلام وتفسير سياقاته، لا الانضباط. إن لم تخالفني، فاللجنة أخطأت في تقدير الأمرين: الإساءة والإثارة، ولم يأو تفسيرها إلى ركن شديد.
إليكم توصية من أوسلو: لتطلع لجنتي الانضباط والحكام في الاتحادات الرياضية على هذه النتائج، والعمل على تطوير أساليب تدريبية تساعد الحكام على مقاومة تأثيرات الضغط الاجتماعي. ينبغي الاستفادة من أدبيات علم النفس الرياضي لتعزيز صلابتهم النفسية. كما أن لزكري وجميع المدربين الحق في تقديم آرائهم المهنية، ويعد رأي مدرب الخلود معتمدًا بشهادة من النرويج.