|


حاتم خيمي
المُلهِم و«الدون» وماسك
2024-11-28
بحكم دراستي للإعلام وعشقي لبلدي كنت ومازلت مهمومًا بالإعلام السعودي الداخلي عامةً والخارجي خاصةً وذلك لمعرفتي ويقيني بأن الإعلام هو سلاح هذا العصر دفاعًا وهجومًا، وهو الذي يمكن أن تحقق من خلاله أي بلد أهدافها بنبل وجمال ودون نقطة دم واحدة خاصةً المملكة العربية السعودية التي لا تُصَدِّر السلاح القاتل ولكنها تُصَدِّر السلاح الذي يعلو بالنفس البشرية ويحييها وهو سلاح الأخلاق. كنت أفكر كثيرًا في حلول للوصول إلى شعوب العالم أجمع وتعريفهم بالمملكة وتحسين صورتها الذهنية والتسويق لكل ما في بلادنا من جمال. أتذكر تصريحًا لمعالي وزير التجارة الدكتور ماجد القصبي أحد أهم رجال الدولة عبر التاريخ عندما تم تكليفه وزيرًا للإعلام 2020 حيث ذكر كتعبير عن القصور لإعلامنا الخارجي:«لم ننجح في تسويق قصتنا للخارج».
لا أخفي سعادتي بهذا التصريح الجريء الذي فيه اعتراف بقصور كبير في إعلامنا الخارجي وهناك قاعدة في الإدارة تقول: التشخيص الصحيح للخلل والاعتراف به خارطة طريق نحو النجاح.
وهذا لا يستطيع فعله إلا المسؤول القيادي والواثق في نفسه.
عندما يكون لديك قائد ملهم عبقري وهو سمو سيدي ولي العهد لابد أن تتوقع أي شيء لا بد أن تنتظر حلولًا وقرارات كان الكثيرون يبحثون عنها ولا يصلون إليها ولكن من يصل إليها لا بد أن يُطلق عليه لقب الملهم.
«القوة الناعمة» بتوفيق الله عز وجل، ثم بهاتين الكلمتين استطعنا الوصول إلى «تسويق قصتنا للخارج» فقد وجَد المُلهم الحل واتخذ قراراته بالعمل عليها من خلال الرياضة والفن والترفيه عمومًا. ولمن لا يعرف معنى القوة الناعمة فهي مصطلح للأمريكي جوزيف ناي ويعني «القدرة على الحصول على ما تريد دون نقطة دم واحدة». يعني دون جرائم وحروب دموية.
كريستيانو رونالدو وإحضاره للمملكة «ضربة معلم» فهذا الأسطورة تعجز كل وزارات الإعلام ووكالات العلاقات العامة مجتمعة أن تحقق ما يمكن أن يحققه من خلال كلمات يذكرها أو فيديوهات يعرضها عبر حساباته في مواقع التواصل، وأجزم أن دول العالم المتقدمة تحسدنا على وجوده بيننا بدليل ما فعله إيلون ماسك عندما بارك «للدون» بفوز النصر السعودي العالمي، فإيلون ماسك الذي يستطيع تحريك العالم بمفرده ولعل مساهمته الكبيرة في فوز ترامب في الانتخابات الأخيرة دليل على كلامي وتؤكد ثقل هذا الرحل فهو لا يهرول عبثًا ومباركته تدل على أنه يريد أن يكون ضمن هذه المنظومة منظومة القوة الناعمة لبلادنا بدليل أنه لم يبارك «للدون» من قبل حتى عندما كان في عز مجده مع الريال.
لم نكن نتوقع يومًا أن نشاهد تيشرت لنادٍ سعودي وهو نادي النصر يرتديه الناس في شوارع أوروبا وأمريكا تمامًا كتيشيرت برشلونة والريال وليفربول وغيرهم وقد شاهدت ذلك بنفسي.
المملكة وبحمد الله استطاعت من خلال تركيزها على القوة الناعمة أن تصل إلى ما تريد، فعرف العالم مملكتنا على حقيقتها كدولة عظيمة متقدمة في جميع المجالات، يقودها حكام مبدعون عادلون، وشعب طيب ودود محترم.