أوصى مخضرم كاتبًا في بداياته بألّا يكتب عن فنه، ناصحًا إياه بتجنب مجاله كي لا يترصدون له في معاملاته، ويحجم أهل فنه عنه، فيعيش في عزلة؛ إلا إذا آمن بأنه يكتب للتطوير، وسيصبر على أذاهم المحتمل، لا يكتب للاستعراض والعلاقات العامة. وصية في محلها لكل كتاب كافة القطاعات، باستثناء من يكتبون في نقد الصحافة. لماذا؟
لأن الصحافة مهنة جوهرها الخبر والنقد، وهذا لا يعني التجريح أو الهجاء، بل نقاش التحديات ومراجعة الأداء.
فكيف يتخلى أهل المهنة عن جوهر مهنتهم؟ ولماذا لا يضربون في أنفسهم مثلًا متحسسين من نقد الذات، بينما يجاهرون متحمسين بنقد كافة القطاعات الأخرى؟ هذا سيضعف مصداقيتهم، بدلًا من أن يضاعفها.
تميل هذه المساحة إلى التركيز على الإعلام أسبوعيًا، فنقد المجال مادة دسمة.
هل تريد أمثلة من حول العالم؟ إليك التالي: ملحق «إعلام» في الزميلة الشرق الأوسط، أما قناة العربية فقدمت بشجاعة مع الراحل أحمد حسني فقرة «أخطاء العربية»، وجددت اليوم عهدها بمجلة الإعلام، فيما جارتها الجزيرة لديها «المرصد»، وذاع صيت النسخة الإنجليزية «The Listening Post».
في ألمانيا، برز برنامج ZAPP في شبكة NRD العامة، وناقشوا قضايا لا تتعلق بالمؤسسات الزميلة فحسب؛ بل حتى قضايا تباين رواتب المحررين، وإهدار المال، والانحياز في بعض السياسات التحريرية في الشبكة ذاتها.
وفي بريطانيا يبرز برنامج The Media Show في BBC، وملحق الإعلام في الغارديان، وفي البرازيل «Observatório da Imprensa»، ويهدف لمراقبة الإعلام ساعيًا لمحو الأمية الإعلامية عن المجتمع، مبرزين فيه شعارًا لفظيًا يختصر كل شيء: «ستتغير الصحافة في نظرك».
كم نحن بحاجة لذلك محليًا؟ بالإمكان الاستئناس باتحاد القدم وهو ينقد إحدى لجانه، فلجنة الحكام تقدم درسًا لنا.
اللجنة تراجع قرارات قضاة الملاعب، وتقدم للعلن ما أجاد فيه حكم وما أخفق، فالحكام بشر، وليس من حق بشر آخرين أن يصادروا حقهم في الخطأ.
رجال الإعلام كذلك بشر، ويرتكبون في عملهم الكثير من الأخطاء، لكنهم يترددون في الإقرار بها.
لاحظ ذلك حينما يعاتب متحدث ما الإعلام على شاشة ما، فستجد المراسل أو المقدم ينبري بالمقاطعة للدفاع.
لقد استعانت الجهات بآراء الصحافة طوال عقود سابقة، وثمّن كثير منهم الأفكار، فتحسنت دائرة وتطورت ممارسة، وحلت أزمة وتدخل مسؤول لحسم ملف شائك.
النقد ازدهار، وحرمان الإعلام السعودي منه لن يحسنه، ولن يمنحه المكانة المضاهية للمملكة.
النقد الذاتي ليس علامة ضعف، بل أساس البناء والتطوير.
الإعلام الرياضي السعودي يمتلك المقومات ليكون في الطليعة، لكن تحقيق ذلك يتطلب شجاعة لمراجعة الذات.
فهيا بنا معًا إلى نقد الإعلام ورجاله، فلا خير فينا إن لم نقلها، ولا خير فيهم إن لم يسمعوها.
لأن الصحافة مهنة جوهرها الخبر والنقد، وهذا لا يعني التجريح أو الهجاء، بل نقاش التحديات ومراجعة الأداء.
فكيف يتخلى أهل المهنة عن جوهر مهنتهم؟ ولماذا لا يضربون في أنفسهم مثلًا متحسسين من نقد الذات، بينما يجاهرون متحمسين بنقد كافة القطاعات الأخرى؟ هذا سيضعف مصداقيتهم، بدلًا من أن يضاعفها.
تميل هذه المساحة إلى التركيز على الإعلام أسبوعيًا، فنقد المجال مادة دسمة.
هل تريد أمثلة من حول العالم؟ إليك التالي: ملحق «إعلام» في الزميلة الشرق الأوسط، أما قناة العربية فقدمت بشجاعة مع الراحل أحمد حسني فقرة «أخطاء العربية»، وجددت اليوم عهدها بمجلة الإعلام، فيما جارتها الجزيرة لديها «المرصد»، وذاع صيت النسخة الإنجليزية «The Listening Post».
في ألمانيا، برز برنامج ZAPP في شبكة NRD العامة، وناقشوا قضايا لا تتعلق بالمؤسسات الزميلة فحسب؛ بل حتى قضايا تباين رواتب المحررين، وإهدار المال، والانحياز في بعض السياسات التحريرية في الشبكة ذاتها.
وفي بريطانيا يبرز برنامج The Media Show في BBC، وملحق الإعلام في الغارديان، وفي البرازيل «Observatório da Imprensa»، ويهدف لمراقبة الإعلام ساعيًا لمحو الأمية الإعلامية عن المجتمع، مبرزين فيه شعارًا لفظيًا يختصر كل شيء: «ستتغير الصحافة في نظرك».
كم نحن بحاجة لذلك محليًا؟ بالإمكان الاستئناس باتحاد القدم وهو ينقد إحدى لجانه، فلجنة الحكام تقدم درسًا لنا.
اللجنة تراجع قرارات قضاة الملاعب، وتقدم للعلن ما أجاد فيه حكم وما أخفق، فالحكام بشر، وليس من حق بشر آخرين أن يصادروا حقهم في الخطأ.
رجال الإعلام كذلك بشر، ويرتكبون في عملهم الكثير من الأخطاء، لكنهم يترددون في الإقرار بها.
لاحظ ذلك حينما يعاتب متحدث ما الإعلام على شاشة ما، فستجد المراسل أو المقدم ينبري بالمقاطعة للدفاع.
لقد استعانت الجهات بآراء الصحافة طوال عقود سابقة، وثمّن كثير منهم الأفكار، فتحسنت دائرة وتطورت ممارسة، وحلت أزمة وتدخل مسؤول لحسم ملف شائك.
النقد ازدهار، وحرمان الإعلام السعودي منه لن يحسنه، ولن يمنحه المكانة المضاهية للمملكة.
النقد الذاتي ليس علامة ضعف، بل أساس البناء والتطوير.
الإعلام الرياضي السعودي يمتلك المقومات ليكون في الطليعة، لكن تحقيق ذلك يتطلب شجاعة لمراجعة الذات.
فهيا بنا معًا إلى نقد الإعلام ورجاله، فلا خير فينا إن لم نقلها، ولا خير فيهم إن لم يسمعوها.