|


حاتم خيمي
الرياضة في مكة والمدينة في «الإنعاش»
2024-12-05
عندما يكون الحديث عن مكة المكرمة والمدينة المنورة سيعتقد الكثيرون أن الحديث سوف يكون من جانب ديني وهذا أمر طبيعي ولكني سأتحدث هنا من جانب رياضي فقط، فهاتان المدينتان تعتبران منجمًا للرياضيين الذين يغذون منتخباتنا الوطنية في كثير من الألعاب وما يلاحظ الآن وبجلاء أن الرياضة في هاتين المدينتين في «الإنعاش» هذا إن لم تكن قد ماتت أصلًا. فموت الرياضة فيهما يعني توقف رافدين كبيرين ومهمين لمعظم الألعاب وهذا بالتأكيد سوف يؤثر سلبًا على رياضتنا.
نادي الوحدة الكبير والعريق وعبر تاريخه الطويل أمَد منتخباتنا بنجوم كان لهم التأثير الإيجابي الكبير على رياضتنا نراه اليوم وبأسى في طريقه للاندثار حتى الصورة الذهنية للنادي أصبحت سيئة فما أن يُذكر اسم هذا النادي العظيم إلا ويكون الحديث عن مآسٍ وخسائر وانكسارات لا تخلو من السخرية وذلك لأسباب كثيرة وأهمها الإدارة الحالية التي تقوده إلى الهاوية فهذه الإدارة استلمت النادي في أوجه بفائض مالي كبير ومعظم الألعاب تنافس وتحقق البطولات فتحول النادي إلى نادٍ مثقل بالمشاكل والديون وضياع معظم الألعاب.
كرة اليد الوحداوية قبل سنوات قليلة مع الإدارة السابقة حققت الثلاثية وتأهل الفريق إلى كأس العالم «جلوبال» وإلى كأس آسيا والبطولة العربية في نجاح اعتبره الكثيرون أشبه بالمعجزةً في ظل سيطرة وتفوق أندية القطيف هذا الفريق الآن يقبع في المركز الأخير خلف فرق متواضعة فنيًا وماديًا. كرة القدم في الوحدة لم تعد تنجب لاعبين للمنتخبات والفريق في السنوات الأخيرة إما الهبوط للدرجة الأدنى أو الصراع على الهبوط وهو الآن ضمن فرق المؤخرة المهددة فضلًا عن معاناة الفرق السنية. كرة السلة تم تجميد الفريق الأول هذا الموسم وفريق الطائرة الأول أيضًا تم تجميده!!!.
ألعاب الدفاع عن النفس التي فتحنا أعيننا وهي تسيطر على البطولات وتقدم نجومًا كبارًا انتهت ولم يعد لها ذكر. الجمهور الوحداوي العظيم المكلوم الذي نشاهد منهم من يمرض ومن يبكي وهو يرى عشقه الكبير يموت أمامه ولا حول له ولا قوة.
المدينة المنورة معقل كرة السلة متمثلةً في الناديين الكبيرين أحد والأنصار فقد أنجب هذان الناديان أكبر نجوم للعبة عبر التاريخ فنجوم المنتخب وأندية المملكة معظمهم من أبناء هذين الناديين. لكم أن تتخيلوا أن نادي أحد العظيم يقبع في المركز الأخير في الدوري الممتاز، والأنصار الجميل هبط الموسم قبل الماضي للدرجة الأولى!!!. وهذا يعني توقف أهم رافدين لكرة السلة السعودية. فضلًا عن الألعاب الأخرى ككرة القدم مثلًا التي قدمت نجومًا كبارًا نجد أن أحد في المركز الأخير في الدرجة الأولى ونادي الأنصار وصل به الحال لأن يكون في الدرجة الثانية وفي مؤخرة الترتيب. والحديث يطول عن بقية الألعاب.
نهايةً أتمنى وأنا متأكد بأن سمو الأمير عبد العزيز بن تركي الوزير الشغوف جميع الأندية والألعاب في دائرة اهتماماته، ولكن كلي رجاء بوقفة عاجلة من سموه في سبيل إرجاع رياضة مكة والمدينة إلى المسار الصحيح بالدعم وبتغيير الإدارات وتعيين إدارات فاهمة وعاشقة وقادرة على إحياء الرياضة في المدينتين ذلك للفائدة الكبيرة التي سوف تعُم على الرياضة السعودية ولإعادة الابتسامة الغائبة عن الجماهير العاشقة قاعدة يجب أن تكون نصب أعين المسؤولين وهي:
الإدارات الضعيفة للأندية سوف تلقي بظلالها سلبًا على رياضة الوطن بأكمله.