|


أحمد الحامد⁩
كلام ويك إند
2024-12-06
* بطولة كأس العالم للأندية فكرةٌ رائعةٌ لمحبي كرة القدم، خاصةً أن مستويات الأندية لا تقلُّ عن مستوى المنتخبات، بل تزيد عنها في بعض الأندية. المزعج في هذه البطولة، وبقية البطولات، أن محبي كرة القدم، سيضطرون للدفع إذا ما أرادوا المشاهدة! وليس كل محبي الكرة قادرون على الدفع. قبل أيامٍ كنت وأحد الزملاء نقارن بين اليوم، وبين الثمانينيات والتسعينيات. في الثمانينيات لم نكن نشاهد سوى قناتين، لكنَّهما مجَّانيتان، وتنقلان لنا بعض المباريات المحلية، وبعض المباريات العالمية المسجَّلة، أمَّا اليوم فنستطيع أن نشاهد أي مباراةٍ في العالم، لكن يجب أن ندفع مقابل المشاهدة! والنتيجة أن هناك مئات الملايين حُرموا من مشاهدة لعبتهم المفضَّلة. تبقى كرة القدم لعبة الشعوب، فهي لعبةٌ تستطيع لعبها دون تكلفةٍ، لكنَّها لم تعد رياضة الشعوب على شاشة التلفزيون المدفوع.
* يعمل أحد المعارف طوال اليوم، ولمدة خمسة أيامٍ، ويعمل أيام العطلة الأسبوعية إذا تطلَّب الأمر، ويحرص على أن يتدفق المال بين يديه بشكلٍ دائمٍ، ومع أنه رجلٌ كريمٌ، لكنَّه على استعدادٍ تامٍّ للملاكمة إذا ما وقع خلافٌ مالي مع أحدهم! كان الأصدقاء لا يتوقَّفون عن توجيه نقدهم له: "يا أخي ذبحت نفسك بالشغل. كافي فلوس"! لم يكن يولي اهتمامًا لكلامهم. كان لا يرد بأكثر من ابتسامةٍ، وفي إحدى الجلسات، ردَّدوا عليه الكلام نفسه، وأكثروا من لومه. هذه المرَّة أجاب بما معناه: "طالما أنني قادرٌ على العمل، لن أتوقف، والصراحة أنني أريد كثيرًا من المال فالحياة لن تقيِّمك على أساس طيبتك وحُسن أخلاقك. إن لم تحصل على المال الذي سيجعل الآخرين يعملون لخدمتك، فستضطر لأن تعمل أنت في خدمتهم. أريد أن أكون مالكًا للشركة بدلًا من العمل فيها موظفًا، أريد أن أكون مالكًا للمطعم بدلًا من العمل جرسونًا، أريد أن يعمل السائق عندي بدلًا من العمل سائقًا". هنا ساد صمتُ الموافقة عند الجميع، ولم يعد أحدٌ يوجِّه له اللوم في اللقاءات التالية، كما أن بعضهم صار قليل الحضور. ربما ذهبوا للبحث عن حريتهم المالية.
* ميخائيل جفانيتسكي: "الناس كالكتب، شخصٌ تقرأه شهرًا، وآخر شهرين، وثالثٌ تفهمه بعد عامٍ، وهناك مَن لا تجد ضرورةً لقراءته أبدًا".