ماذا تعرف عن مبنى «فيفا» الذي يحتضن قرارات الاستضافات المونديالية؟
في مبنى على أرض مساحتها 44 ألف متر مربع في زيوريخ، العاصمة السويسرية، يقع مقر الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا»، الذي اتخذت فيه قرارات تاريخية، وآخرها الأربعاء، حينما تم الإعلان عن فوز السعودية بتنظيم كأس العالم 2034.
وصمم مقر «فيفا» من قبل السويسرية تيلا ثيوس، المهندسة المعمارية، ويتألف من طابقين فقط فوق سطح الأرض بسبب «قوانين البناء» في سويسرا، لكنه يمتد إلى خمسة طوابق تحت الأرض، ويركز التصميم بشكل كبير على الضوء والإضاءة، وهو أمر ضروري للعديد من الغرف الواقعة تحت مستوى سطح الأرض.
وقبل أن يستقر في زيوريخ، تنقل مقر «فيفا» بين باريس العاصمة الفرنسية، وأمستردام العاصمة الهولندية، وكانت البداية في باريس مع تأسيس الاتحاد الدولي عام 1904 بعد اجتماع ضم اتحادات كل من بلجيكا، الدنمارك، فرنسا، هولندا، إسبانيا، السويد، وسويسرا، وتشكل الاتحاد وقتها برئاسة الصحفي الفرنسي روبرت جورين، الذي ترأس الاتحاد لمدة عامين.
واحتضنت باريس مقر الاتحاد الدولي منذ التأسيس، وبعدها تم نقله إلى أمستردام، العاصمة الهولندية، وفي عام 1932 انتقل إلى زيوريخ، وبقي فيها حتى اليوم، وأدرج المقر في سويسرا كنظامٍ من الأنظمة الأساسية الخاصة بالاتحاد الدولي، لذا فإن تغيير موقع الاتحاد يتطلب أن تأخذ الإدارة العليا للمنظمة موافقةً بهذا الشأن.
ولم يكن اختيار زيوريخ مقرًا لـ«فيفا» عشوائيًّا، بل جاء نتيجة لموقع سويسرا الجغرافي في أوروبا، واستقرارها السياسي، وسمعتها كدولة محايدة، ما جعلها مكانًا مثاليًّا لاستضافة منظمة دولية تهدف إلى توحيد العالم من خلال الرياضة.
وشهد مقر الاتحاد الدولي العديد من التغييرات منذ انتقاله إلى زيوريخ، وفي البداية كان عبارة عن مكتب صغير، ومع مرور الأعوام تم توسيعه وزيادة مرافقه، وافتتح بشكله الحالي عام 2006 بتصميم معماري فريد يضم مكاتب إدارية، وقاعات اجتماعات، ومرافق تدريبية، إضافة إلى مركز إعلامي متطور.
وصمم مبنى الاتحاد الدولي باستخدام الزجاج بشكل واسع، ما يسمح بدخول الضوء الطبيعي إلى الداخل، ولا يقتصر استخدام الزجاج على الجدران الخارجية، بل يمتد إلى الفواصل الداخلية، كما تم تصميم المبنى ليكون صديقًا للبيئة، مع استخدام تقنيات حديثة تقلل استهلاك الطاقة والمياه.
كما تحتضن زيوريخ متحف «فيفا» العالمي لكرة القدم المكوّن من عدة طوابق، وكل طابق يحمل في زواياه عددًا ضخمًا من المقتنيات وشاشات العرض التي يصل عددها إلى أكثر من 1000 قطعة مختلفة.
ويدير الاتحاد الدولي لكرة القدم كل ما يتعلق باللعبة من تنظيم المسابقات المختلفة، ووضع قوانين ممارستها والإشراف على عمليات انتقال اللاعبين، ووضع قواعد التحكيم والتدريب، وحتى الطب الرياضي في كرة القدم، فضلًا عن تشجيع نمو وتطور مُمارسة اللعبة في جميع أنحاء العالم.