|


حاتم خيمي
مدرب «بريزنتيشن»
2024-12-12
المذيع السعودي المبدع في قناة دبي الرياضية مشعل القحطاني وصف جيرارد مدرب الاتفاق وصفًا دقيقًا أعجبني كثيرًا فقد تحدث الكثيرون عن جيرارد ولكن كان الوصف الأفضل والأنسب من وجهة نظري هو ما ذكره مشعل، حيث ذكر في الاستوديو التحليلي لإحدى مباريات الاتفاق في البطولة الخليجية بأن جيرارد مدرب «بريزنتيشن»
كنت أستطيع أن أنسب هذا الوصف الجميل لنفسي ولا أحد يعلم بذلك! تمامًا كما يفعل الكثيرون بسرقة الأفكار ونسبها لأنفسهم، فالمهنية وقبل ذلك التربية تجعلني أعطي كل ذي حق حقه.
ماذا تعني مدرب «بريزنتيشن»؟
في حياتنا عمومًا هناك أشخاص عاديون أو مسؤولون أو من يُطلق عليهم خبراء يقولون ولا يفعلون، فتسمع منهم كلامًا يبهرك، ولكن عند التنفيذ ينكشفون وما أكثرهم ولو فكرتم قليلًا لجاء في مخيلتكم الكثيرون!!!
هكذا هو النجم الكروي الكبير ستيفن جيرارد، حسب وصف المتألق مشعل، والحديث عنه هنا كمدرب وليس كلاعب عظيم قال وفعل كثيرًا.
جيرارد وكثير من المدربين الذين مروا علينا تسمع كلامهم تنبهر وتنخدع بالخطط والأسلوب والتكتيك و«المشروع»!. وعندما تنظر للفريق في الملعب لا تشاهد شيئًا من ذلك ولا حتى مؤشرات للنجاح. الموضوع ليس بالسهولة التي تتصورونها وأتحدث هنا في العموم، فلكم أن تتخيلوا أن يأتيك أشخاص أجانب في مجال ما على أنهم خبراء ويحصلون على أموال طائلة وتكتشف بعد ذلك أنهم «بريزنتيشن»
وهنا أحب أن أُفرق بين من يستطيع كشفهم مبكرًا وهذا هو المسؤول الفاهم ومن لا يستطيع كشفهم بل ويظل منبهرًا بهم طويلًا وهذا المسؤول غير الفاهم. فيضيع الكثير من المال والكثير من الوقت والنتيجة فشل المشروع بأكمله. هؤلاء الأجانب الـ«بريزنتيشن» أذكياء، فبمجرد وصولهم يبدؤون باختبار المسؤولين عنهم بمحاولة معرفة هل هم فاهمون أم لا؟ ذلك لأنهم لو اكتشفوا أن المسؤولين لا يفهمون فهذا سوف يضمن لهم البقاء أطول فترة ممكنة فيستمرون بالتنظير والمسؤول عنهم يستمر بالانبهار!!!
يقول صالح بن عبد القدوس الشاعر العباسي الكبير:
يُعطيك من طرف اللسان حلاوةً
ويروغ منك كما يروغ الثعلبُ.
الحديث غير الفعل، فأكثر عمليات النصب في العالم تكون بسبب الكلام المعسول الذي يصطاد «الفريسة» بسهولة.
فعلينا أن نتنبه ونحذر من هؤلاء سواء عامة الناس أو المسؤولين ونكون أكثر وعيًا وذلك بالعلم والثقافة والتفكير النقدي فهم السبيل لحماية أنفسنا من هؤلاء، فكلما كان الإنسان أكثر علمًا وثقافةً كان أكثر فهمًا وأكثر دهاءً.