* كلما جاء الشتاء، أثبت بالأدلة والبراهين أنه يرفع المزاج إلى أحسن حالاته، ويُحسِّن عمل العقل، لكنه يضاعف عاطفة القلب. يقال: لا تعطي عهودًا وأنت في قمة مزاجك وسعادتك. وأضيف: لا تعطي عهودًا في الشتاء، جرِّب تحت حرارة الشمس اللاهبة إن كنت ستعطيها أم لا، فجزءٌ كبيرٌ من وقت تنفيذ العهود، سيكون في الصيف. أعطيت عهودًا في فصل الشتاء، وعندما حلَّ الصيف، واجهت فظاعة ما اقترفته في حق نفسي الضعيفة، لذا تعلَّمت إذا ما طلب مني أحدهم عهدًا أن أقول له: اطلبه مني في عزِّ الصيف. أعود للشتاء. قال لي صديقٌ: سمعت أن الشتاء يعيد الأحبَّة المتخاصمين إلى بعضهم فلماذا لم يعد لي واحدٌ منهم؟ أصرَّ على أن أجيبه، ولأنني «أمون»، أجبته: يا أخي أنت في حياتك لم تسبِّب لي ضررًا، ومع ذلك أفكِّر في أن أتركك! بالمناسبة، إن كان الطقس الجيد يحسِّن المزاج، ويُسعد النفس فمعنى هذا أن كثيرًا من الأمور التي كانت تزعجنا في غير موسم الشتاء، لم تكن مزعجةً في حقيقتها، إنما نحن كنا «نفسيَّة»!
* في الأمس، تحدَّثت مع زميلٍ سابقٍ. قال إنه تحوَّل من وظيفته إلى وظيفةٍ جديدةٍ، وسبب ذلك أن وظيفته السابقة كانت تأخذ منه معظم وقته، ولا يبقى منه شيءٌ لأسرته ونفسه. ترك صاحبنا منصبه اللامع، وقَبِل بمنصبٍ أقل لمعانًا، وربما لو قال لي عما فعله قبل 20 عامًا لوصفته بالأهبل، لكنني الآن أراه حكيمًا، لأنه استطاع تحقيق التوازن في حياته. رضي أن يقلل من شيءٍ من أجل رفع شيءٍ آخر، وأي شيء. إنها العائلة التي يكتشف بعضهم متأخرًا أنها الأهم من بين كل الأشياء. لم أكن أعلم أن لزميلي هذا القدر الكبير من الشجاعة والثقة.
* قبضت على نفسي متلبسًا وهمًا خادعًا، وأظن أن هناك مَن هم مثلي. اعتدت على الذهاب إلى مقهى معينٍ، وفي بعض الأحيان أصل إلى المقهى، وأجده مزدحمًا صاخبًا، فأغضب في داخلي، وأبدأ بالنظر للموجودين بازدراءٍ، وأشتمهم في داخلي، لأنهم تسبَّبوا لي بالإزعاج، وأخذوا مكاني المفضَّل والمعتاد. في المرة الأخيرة عندما وجدت المقهى مزدحمًا، وكررت طقوسي الغاضبة، تحدث معي صوتي الداخلي: شتبي؟ مقهى أبوك؟ يا أخي بدال ما تستانس لصاحب المقهى تزعل!
* في المقهى نفسه، جاءني أحد الأصدقاء، وحكى لي مشكلته، ثم تمعَّن في وجهي منتظرًا إجابتي. أخذته بالكلام يمينًا، ثم شمالًا، ثم عدت به لليمين، ثم قفزت به إلى الأعلى، ثم عدت به للشمال، وعندما رأى أنني ذاهبٌ به لمرحلة «السدح»، طلب مني الصمت، ثم قال بهدوءٍ: بس، هذا اللي عندك، ما في شي ثاني، وأنا والله كنت أحسب إنك فاهم.. أشوفك كل يوم شايل الشنطة والأيباد أحسب عندك سالفة!
* في الأمس، تحدَّثت مع زميلٍ سابقٍ. قال إنه تحوَّل من وظيفته إلى وظيفةٍ جديدةٍ، وسبب ذلك أن وظيفته السابقة كانت تأخذ منه معظم وقته، ولا يبقى منه شيءٌ لأسرته ونفسه. ترك صاحبنا منصبه اللامع، وقَبِل بمنصبٍ أقل لمعانًا، وربما لو قال لي عما فعله قبل 20 عامًا لوصفته بالأهبل، لكنني الآن أراه حكيمًا، لأنه استطاع تحقيق التوازن في حياته. رضي أن يقلل من شيءٍ من أجل رفع شيءٍ آخر، وأي شيء. إنها العائلة التي يكتشف بعضهم متأخرًا أنها الأهم من بين كل الأشياء. لم أكن أعلم أن لزميلي هذا القدر الكبير من الشجاعة والثقة.
* قبضت على نفسي متلبسًا وهمًا خادعًا، وأظن أن هناك مَن هم مثلي. اعتدت على الذهاب إلى مقهى معينٍ، وفي بعض الأحيان أصل إلى المقهى، وأجده مزدحمًا صاخبًا، فأغضب في داخلي، وأبدأ بالنظر للموجودين بازدراءٍ، وأشتمهم في داخلي، لأنهم تسبَّبوا لي بالإزعاج، وأخذوا مكاني المفضَّل والمعتاد. في المرة الأخيرة عندما وجدت المقهى مزدحمًا، وكررت طقوسي الغاضبة، تحدث معي صوتي الداخلي: شتبي؟ مقهى أبوك؟ يا أخي بدال ما تستانس لصاحب المقهى تزعل!
* في المقهى نفسه، جاءني أحد الأصدقاء، وحكى لي مشكلته، ثم تمعَّن في وجهي منتظرًا إجابتي. أخذته بالكلام يمينًا، ثم شمالًا، ثم عدت به لليمين، ثم قفزت به إلى الأعلى، ثم عدت به للشمال، وعندما رأى أنني ذاهبٌ به لمرحلة «السدح»، طلب مني الصمت، ثم قال بهدوءٍ: بس، هذا اللي عندك، ما في شي ثاني، وأنا والله كنت أحسب إنك فاهم.. أشوفك كل يوم شايل الشنطة والأيباد أحسب عندك سالفة!